×
محافظة المدينة المنورة

وفاة واصابة خطيره في حادث الميقات بالمدينة

صورة الخبر

يجسد صلاح الدين دمرتاش الشاب الذي يتمتع بالحيوية، في سن الحادية والأربعين، الطموحات الجديدة لأكبر الأحزاب الكردية في تركيا، الذي يريد انتهاز فرصة الاقتراع الرئاسي الأحد المقبل؛ لفرض نفسه كقوة سياسية كبيرة في البلاد. فمنذ أسابيع يخوض هذا المحامي الشاب الحملة التركية، تحت راية الحزب الديموقراطي الشعبي بهدف توسيع جمهوره التقليدي إلى أبعد من 15 مليون كردي في البلاد. ولتحقيق ذلك، يلعب دمرتاش بورقة الحداثة على طريقة القادمين الجدد الشبان في السياسة الأوروبية. ويلتقي الناخبين وهو راكب الدراجة الهوائية، مبتسما، كما انه لا يتردد خلال اللقاءات باطلاق بعض الأهازيج أو العزف على المزمار التركي التقليدي. وفي بلد منقسم بين غالبية إسلامية محافظة، وأقلية أتاتوركية علمانية، يحاول دمرتاش تحريك خطوط الحوار السياسي مشددا على عامل التعدد الثقافي في تركيا وحقوق النساء او حقوق المثليين كسابقة لا مثيل لها. ويحتل دمرتاش آخر موقع في استطلاعات الرأي في الجولة الأولى التي تمنحه أقل من عشرة في المئة بعيدا جدا عن المرشح الأبرز رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان، ومنافسه من المعارضة القومية والاجتماعية الديموقراطية اكمل الدين احسان اوغلو. لكن المرشح لن يتخلى عن محاولة تجاوز نسبة العشرة في المئة، ما سيرغم اردوغان الذي يمسك بزمام امور تركيا منذ 12 عاما على خوض جولة انتخابية ثانية ستجعل منه "صانع السلطان". ولا ينفك دمرتاش عن الترديد أن "تركيا تقف على مفترق طرق. فإما نختار تعزيز دولتنا السلطوية او نفتح الطريق امام تغيير حقيقي عبر اتخاذ اجراءات ديموقراطية جذرية ترضي تطلعات جميع المضطهدين". ولا يتقاطع خطابه السياسي الذي يشدد على الاعتراف بالحقوق والاختلافات مع خطاب المرشحين الاخرين. ويقول الهان كايا الاستاذ في جامعة يلدز في اسطنبول: إن دمرتاش يشدد على الحريات والتعددية في حين يركز اردوغان حملته على القوة. يعكس دمرتاش صوت المطالبين بالعدالة اكثر من الساعين إلى القوة". وتتأرجح أصوات اكراد تركيا بين حزب دمرتاش وحزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان، والذي بادر الى اتخاذ بعض الخطوات حيال الاكراد، ضمن اطار مفاوضات السلام مع زعيم التمرد الكردي عبدالله اوجلان القابع في السجن. وضمن هذه الخطوات، اعترفت الحكومة بحق استخدام اللغة الكردية في المدارس الخاصة او امام المحاكم كما صوتت في الآونة الاخيرة على قانون يهدف الى اطلاق هذه العملية المصابة بالشلل حاليا. لكن الأكراد اعتبروا هذه البادرة غير كافية، خصوصا وانهم يطالبون بحكم ذاتي موسع يعترف به الدستور. ومنذ أواخر العام 2012، يشارك دمرتاش بشكل فعال في المحادثات الهادفة الى انهاء التمرد الكردي الذي أودى بأكثر من اربعين ألف شخص منذ العام 1984. كما قام مرات عدة بدور الموفد الى اوجلان. وبترشحه الى منصب الرئاسة، تبنى دمرتاش موقفا اكثر ليونة وقال في هذا الصدد: "لا أعتقد أنني سأقوم بزيارة مماثلة (إلى أوجلان في السجن) كرئيس للجمهورية التركية". ورغم ذلك، يستمر دمرتاش خصما سياسيا لحزب العدالة والتنمية. فالانتخابات التشريعية للعام 2015 اصبحت في مرمى النار بحيث يتعين على حزبه نيل 10% من أصوات الناخبين لكي يحظى بتمثيل في البرلمان. وفي هذا الشان، يوضح كايا ان دمرتاش "يتحدى علنا رئيس الوزراء ويتابع الامور بتركيز شديد لكي يفضح تهم الفساد التي تثقل كاهله". وبالعزم ذاته بعيدا عن الصوت الكردي فقط، قال دمرتاش في اسطنبول الاسبوع الماضي "اذا اتحد الفقراء والمثليون والنساء والعمال (...) فلن يستطيع اي دكتاتور سد الطريق امامهم".