أيام المهندس محمد سعيد فارسي عندما كان أمينا لمدينة جدة، طرحت فكرة (همايونية)، وخلاصتها أن تشق قناة تربط خليج أبحر بخليج سلمان بطول يزيد على 20 كيلومترا، وعرض لا يقل عن 300 متر، لنضرب بذلك عدة عصافير بحجر واحد، منها أن نجعل من ضفتي هذه القناة متنفسا للناس يقضون وقتهم بالسباحة والمسابقات الرياضية، ونكون بذلك قد جددنا المياه الراكدة في خليج أبحر، وبعثنا الحياة في خليج سلمان شبه الميت. وفي ذلك الوقت كان سعر المتر في أبحر الشمالية يتراوح من القروش إلى آحاد الريالات، كانت الطفرة الأولى قد انتهت لتوها وأصبح هناك كساد لعشرات المقاولين الذين يملكون عشرات الآلاف من المعدات المعطلة، وكانوا وقتها سيقبلون تشغيلها حتى لو لم ينلهم سوى دفع رواتب عمالهم وسائقيهم، ومعروف أن الأرض هناك سهلة ومنبسطة وخلال ثلاثة أعوام بالكثير تنتهي المسألة على خير ما يرام. غير أن اقتراحي ذاك ذهب أدراج الرياح، ومع ذلك لم أيأس وكررت الاقتراح على الأمير عبدالمجيد رحمه الله، وكان سعر المتر قد ارتفع إلى عشرات ومئات الريالات، ومع ذلك تحمس سموه للفكرة غير أن الزمن لم يمهله. والآن أعود لإحياء ذلك الاقتراح بشيء من التردد والخجل، لأن سعر المتر ارتفع إلى خانة الآلاف. على أية حال ليس هناك عزيز وغال على أهل جدة، وهم يستحقون ومدينتهم تستحق ايضا أن تزداد جمالا فوق جمالها، خصوصا وأنه خلال عقود قليلة سوف يصبح ذلك الخليج وتلك القناة المقترحة في وسط جدة. وهذا الاقتراح ذكرني (بمترو) الرياض، وكيف أن فكرته كانت مطروحة قبل أكثر من عشرة أعوام، وكلما تأجل تتضاعف الأسعار إلى أن وصلنا إلى هذه التكلفة الباهظة، ويبدو أن بعضنا هم كالقطط لا يأكلونها إلا بعد أن تتلغوص، وعلى أية حال فأن تصل متأخرا أفضل من أنك لن تصل أبدا. وقد أخذ أحدهم يتفاكه معي ويسألني: طيب لو أخذ المسؤولون باقتراحك (الهمايوني) ذاك، واكتمل شق القناة، فماذا تتمنى بعد ذلك؟! قلت له: أتمنى أن يطلق اسمي على القناة وإذا تعذر ذلك وهو مؤكد، فعلى الاقل يعطونني الأحقية والسبق بأن أكون أول من يلبس (مايوه السنة) ويقفز فيها أمام عدسات التصوير، وإذا تعذر ذلك أيضا، فأتمنى أن يحفروا لي قبرا عميقا عند مصبها في خليج سلمان الضحل المياه، ويضعوا عليه سعفة نخيل خضراء، علها تخفف عني الحرارة الملتهبة المتوقعة في داخل القبر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة