×
محافظة المنطقة الشرقية

الفضيل يبتكر بيت ضد الحريق والدوسري يقدم الدواء بالترفية

صورة الخبر

تحولت إيران فجأة إلى قطة ناعمة الملمس، حيث هنأ رئيسها الجديد (روحاني) يهود العالم بمناسبة دخول السنة العبرية الجديدة كما أنه أمر بتحويل ملف إيران النووي من مجلس الأمن القومي إلى وزارة الخارجية لتسهيل عملية المفاوضات مع المجتمع الدولي، أما وزير خارجيتها الجديد فأكد أن إيران لا تنكر المحرقة اليهودية وأن الرجل الذي كان ينكرها قد رحل (يقصد أحمدي نجاد) .. وهكذا بدلت الأفعى الإيرانية جلدها وكأن شيئا لم يكن. لعبة التحول الإيراني من الحار إلى البارد ومن الخشن إلى الناعم ليست جديدة علينا فقد عشنا أيام الرئيس خاتمي حقبة كانت فيها إيران جمهورية في غاية اللطف من الناحية الشكلية فقط، حيث بقيت مخططات الحرس الثوري على حالها تتطور في المكاتب الخلفية في الوقت الذي يتم فيه تركيز الصورة على اتفاقيات التعاون الثقافي والسياحي، وما أن وجدت إيران أنها في وضع إقليمي جيد بعد الاحتلال الأميركي للعراق حتى كشرت عن أنيابها وأخرجت الخطط السرية من الأدراج وبدأت تعيث فسادا في العالم العربي. مشكلتنا الأساسية مع إيران ليست عقائدية كما يتصور البعض، وهي أيضا ليست مشكلة قومية، المشكلة باختصار تكمن في أن إيران تحاول أن تبني مستقبلها من خلال تدمير مستقبل العرب، أو بصورة أوضح هي تشاكس الغرب من خلال التضحية بالشعوب العربية، فكلما وجدت نفسها محاصرة دوليا دفعت بشعب عربي ما إلى المحرقة كي تجبر خصومها الدوليين على الجلوس معها على طاولة المفاوضات. اذكروا لي مرة واحدة أطلقت فيها إيران رصاصة واحدة على إسرائيل التي يتحدث زعماء إيران ليل نهار عن إزالتها من الخارطة، حاولوا أن تتذكروا لحظة واحدة حاولت إيران فيها مواجهة الأمريكان عسكريا فحتى حين قصفت أمريكا منصاتها النفطية خلال الحرب العراقية الإيرانية لم يفعل ملالي طهران أكثر من ترديد هتافهم الشهير: (الموت لأمريكا)!. لولا وجود إيران في هذا العالم لتمكن اللبنانيون من بناء دولتهم الديمقراطية المتسامحة، لولاها لتصالحت حماس مع فتح ولما عاش الفلسطينيون مرارة التقسيم قبل التحرير، لولاها لما أصبح هذا هو حال العراق بعد سقوط صدام حسين، لولاها لوصلت مسيرة الإصلاح في البحرين إلى مرحلة متقدمة، ولولاها لما تحول اليمن السعيد إلى مساحة حزينة للصراعات الطائفية والقبلية، ولولا وجود إيران لما حدثت هذه المجازر المرعبة في سوريا وغرقت بلاد الشام في بحر من الدماء. واليوم بعد كل هذا الخراب الذي صنعته إيران في عالمنا العربي نراها تنزع عمامة التشدد وتلبس بدلة أفرنجية أنيقة كي تتفاوض من جديد مع خصومها الغربيين.. هذا إذا كانوا خصومها فعلا!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة