في إجابته على سؤال إذاعة الرياض حول تفوق مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) على مقاتلي البيشمركة الكردية أو جنود جيش نظام نوري المالكي، قال ضياء الكواز رئيس تحرير (شبكة أخبار العراق): إن سبب التفوق يعود إلى عقيدة (الانتحار)، التي يؤمن بها هذا التنظيم الإرهابي، وهي التي مكنّت مقاتليه من السيطرة على سد الموصل وتراجع قوات البيشمركة إلى إقليم كردستان، الذي أصبح هو أيضاً في مرمى مقاتلي (داعش)، بعد أن استطاعوا انتزاع مدينتي زمار وسنجار في محافظة نينوى من يد البيشمركة. ورغم أن الأكراد ينفون استيلاء (داعش) على هذا السد الحيوي، الذي يعتبر أكبر سدود العراق، وأن مقاتليهم مازالوا متحصنين فيه، إلا أن هذا لا يحميه من الخطر، ولا يمنع سقوطه في يد (داعش) إذا ما قرر هذا التنظيم الدموي نسف السد أو إلحاق الضرر به، الأمر الذي يعني إغراق الموصل خلال ساعات وبغداد خلال أيام - لا قدر الله - كما أشار إلى ذلك ضياء الكواز في حديثه لإذاعة الرياض، مساء يوم الأحد 7 شوال 1435هـ (3 أغسطس 2014م). بالفعل العمل الانتحاري هو الأسلوب القتالي المختلف، الذي يمارسه تنظيم (داعش)، عبر استهداف تجمعات الخصم وثكناته، أو أماكن تمويله، وتفجيرها بالانتحاريين، سواءً من خلال الأحزمة الناسفة أو العربات المحملة بالمتفجرات، في مقابل مقاتلي البيشمركة أو جنود جيش نظام المالكي، الذين تدربوا على الأساليب القتالية التقليدية، التي تعتمد بالدرجة الأولى على القتال المؤمّن مع مراعاة حماية النفس بالتراجع أو الانسحاب من أرض المعركة في حال احتمالية التعرض للقتل أو الأسر. ولك أن تتخيل طرفي النزال بين شخص (منتحر) لا يرى لحياته قيمة إلا بهذا الدور الدموي، وبين (مقاتل) يرى قيمة حياته بحمايتها وأن دوره العسكري مرتبط بعوامل أخرى. بمعنى شخص يريد أن يموت مقابل شخص يريد أن يحيى، مقاتل يرى الموت مطلباً مقابل مقاتل يرى الحياة هدفاً، فضلاً عن أن مقاتلي (داعش) يحاربون بطريقة حرب العصابات، بينما البيشمركة وجنود المالكي يقاتلون بطريقة الجيوش النظامية. لهذا تقوم الاستراتيجية المدمرة لتنظيم (داعش) على تنفيذ (العمليات الانتحارية)، كوسيلة فاعلة لفرض قوته وتحقيق سطوته على المعارضين والقوى التي تحاربه أو تنازعه، ومن ثم بسط سيطرته على مزيد من الأراضي والمدن، كل ذلك من خلال استقطاب الشباب والمراهقين عبر الدعوات الباطلة والأفكار المظللة، ومن ثم تجنيدهم بغسل أدمغتهم في أوعية الفكر الضال، المستمد من العبث بالنصوص الشرعية وتلفيق الأحكام الدينية، بما ينسجم مع رؤيتهم القتالية، التي يسمونها زوراً جهادًا وشهادة، كما يخدم منهج التنظيم التكفيري لتبرير استباحة الدماء وقتل المخالفين. خصوصاً أن الشباب والمرهقين تغلبهم الحماسة الدينية وتخدعهم الشعارات الإسلامية المزيفة، وتؤججهم المشاهد الدموية لما يفعله الطائفيون أو المحتلون بأهل السنة. لذلك نجد كثيراً من شبابنا السعودي المخدوع قد ارتمى في أحضان هذا التنظيم الإرهابي، وبالتالي صار لعبة دموية في يد قادته الإرهابيين يوجهه كما يشاؤون وفي أية معركة يريدون. بل إن هناك تقارير إعلامية تفيد أن غالبية (داعش) من العراقيين، والبقية من جنسيات خليجية وعربية وغربية، إلا أن من يقوم بـ(العمليات الانتحارية) أكثرهم سعوديون. فصار أبناؤنا وقوداً لحروب ليست دفاعاً عن بلدهم أو في مصلحته، وحطباً لنار فتنة بين المسلمين. والكاسب من هذا الجنون الدموي والشر المستطير هو تنظيم (داعش) الإرهابي، الذي يعمل على تمزيق العالم العربي بدعوى كاذبة وهي إقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة. وكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله)، التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي خلال عيد الفطر المبارك كانت فيها إشارة واضحة للإرهاب، الذي تقوم به تنظيمات ودول، كما يفعل تنظيم (داعش)، أو غيره، وتقوم به دولة الكيان الصهيوني.