هل لاحظتم معشر النساء مقدار ما تفتقدن له في حياتكن؟ وهل سمعت زوجك يوماً وأنت تقرئين أو تصححين أوراق طالباتك يقول لأطفالكما اسكتوا لا تزعجوا ماما؟! أكيد معظمكن لم ينتبه ولم يسمع هذه الكلمة! و"اسكتوا لا تزعجوا بابا" حتى لو كان يقرأ الجريدة أو يشاهد في التلفزيون مباراة لكرة القدم أو يتحدث في الهاتف أو يقوم بإصلاح شيء ما في المنزل. لماذا لأن حدود الرجل وخصوصياته محترمة جداً على عكسنا نحن معشر النساء!! هناك اعتراف صريح وواضح و قوي أن الرجال لهم حدود معينة ويحتاجون إلى الخصوصية والرجال لديهم سيطرة و قدرة على إعلان الوقت الذي يكونون فيه محتاجين للخصوصية والبعد عن أداء أدوارهم كأباء و أزواج!! ويتضح هذا حتى فى لجوء الرجل للاستراحات والسفر لوحده بعيداً عن إزعاج الأولاد! لذلك عندما يحتاج الأطفال شيئاً ما يذهبون إلى أمهاتهم مهما كن مشغولات. الأمهات العاملات تأتيهن مكالمات وهن على رأس العمل من أولادهن بينما الآباء هناك قوانين تحميهم حتى وهم في البيت! من أي نوع من أنواع الازعاج!. السؤال هنا من وضع هذه القوانين؟ من المؤكد أننا نحن النساء والمجتمع خلف عملية التنشئة الاجتماعية هو الذي عزز هذا السلوك! كثيرا ما أشفق على النساء اللاتي يحضرن لعيادتي وقد دب فيهن اليأس من ضغوط العمل والبيت والزوج والأولاد! وعندما أفكر أن أقترح على إحداهن فكرة اقتطاع ولو وقت بسيط لنفسها لتكون لوحدها! أتردد وأجد أن ذلك في سابع المستحيلات! . فالمرأة بالذات الأم لا إجازة لها وهي على رأس العمل حتى في إجازاتها! حتى أن هناك مقولة بالإنجليزية تقول "الأمهات لا يمرضن" وكل أم هي أم عاملة في النهاية حتى في بيتها! إن فترات من الراحة والسكون والبعد عن الأولاد بالذات ضرورية للمرأة لتفادي الملل و الإرهاق والأهم الاكتئاب الذي عرفت المرأة بأنها الأكثر إصابة به لما تتعرض له من ضغوط مستمرة لا فواصل للراحة فيها! من المؤكد أن فترات الراحة للأم بالذات ستعود على الزوج والأولاد بفائدة عظمى وستجعل حياة الأسرة أفضل وأسعد. وختاماً أيها الأزواج تعاونوا ودعونا نسمعكم تقولون لأولادكم "اسكتوا لا تزعجوا ماما"!