أصبحت الأريكة، وتسمى أيضا صوفا أو كنبة، أكثر من مجرد مكان مريح للجلوس فقط، إذ إنها صارت تمثل قطعة أساسية في معظم غرف المنزل، ولا شك أنها تعتبر إضافة نوعية وفنية للمكان الذي توضع فيه، خاصة مع تنوع أشكالها وأنواعها، مما يزيد من خيارات استخدامها بما يناسب طبيعة ومساحة الغرفة التي ستوضع فيها، وعادة ما تستخدم الأرائك في المنازل في صالة المعيشة أو المجلس، كما تستخدم في غرف النوم وغيرها الأماكن في المكاتب أو الفنادق وقاعات الانتظار، وباختلاف هذه الأماكن تختلف معايير اختيار الأريكة المناسبة لخصوصية الغرفة التي ستوضع فيها، والسؤال الأهم الذي يجب التفكير فيه عند شراء الأريكة هو: كيف سأستخدم هذه الأريكة؟.. وفي السطور التالية إجابات متعددة لهذا السؤال، مع توضيح أهم معايير اختيار الأريكة حتى تحقق الغرض من وجودها، وتنسجم مع روح المكان الذي توضع فيه. يقول ناصر محمد، موظف: عندما أردت شراء طقم كنب لغرفة المعيشة، كنت حريصاً على أن يكون ذات جودة عالية، لأنني متزوج ولدي ثلاثة أطفال، ولهذا وقع اختياري على كنب بني اللون، بالإضافة إلى أنه متين ومريح، ومن المواصفات التي بحثت عنها في معارض الأثاث، ميزة أن تكون أغطية الكنب قابلة للفك والغسيل. و تعتبر هدى مصطفى، موظفة، أن إضافة كنب إلى غرفة النوم تعطي مساحة أكبر للاستفادة منها، وقضاء أوقات ممتعة فيها، قائلة: بالرغم من صغر مساحة غرفة نومي، ولكني كنت حريصة على إيجاد مكان لكنبة واحدة على الأقل، لأنني لا أحب الجلوس على السرير، ولكني في الوقت نفسه لا أحب أن يقتصر وجودي في غرفتي على أوقات النوم فقط، ولهذا أضفت كنبة مفردة إلى إحدى زوايا الغرفة وأضفت معها إضاءة طويلة، ووضعت خلفها لوحة زيتية، زادت من جمال هذا الركن، الذي أضفى بدوره جمالاً على الغرفة. أما دارين محمد، معلمة، فترى أن وجود كنبة لشخصين أو ثلاثة في غرفة الأطفال ضرورية، لإتاحة الفرصة لهم للجلوس عليها وقت مشاهدة التلفاز، كما أنها تعطي الوالدان مساحة أكبر لمشاركة أطفالهم وقت لعبهم أو مطالعتهم أو مشاهدتهم التلفاز، وتضيف: عند تصميم غرفة نوم أطفالي، أضفت كنبة ثنائية للغرفة، ولأن غرفة أطفالي وردية اللون، اخترت اللون الرمادي للكنبة، وأضفت عليها وسائد وردية، واخترت قماش الكنبة من نوع القطن الثقيل، ليتحمل البقع والتنظيف. ويتحدث محمود أبوعبيدة، مهندس الديكور عن أهم الاعتبارات التي يجب أن توضع في الحسبان عند اختيار أو شراء الأريكة، قائلاً: الأريكة قطعة أثاث للجلوس أو الاستلقاء، ولكنها في الواقع لا تمثل مجرد مكان للجلوس، إذ إن تصاميمها المختلفة تضفي على المكان رونقاً وبهاء، بشرط أن ينسجم تصميمها مع روح المكان الذي توضع فيه، ولا شك أنه باختلاف الغرض من استخدامها تتغير مواصفاتها لتتناسب مع الحاجة لها، وهنا تأتي أهمية الإجابة عن السؤالين التاليين: كيف سأستخدم هذه الأريكة ؟ وأين ستوضع؟.. إذ إن الإجابة عنهما، تساعدنا في تحديد شكل الأريكة المناسبة وحجمها ولونها، فمثلا إذا كانت ستوضع أمام التلفاز، ليقضي عليها أفراد العائلة أوقات الاسترخاء، يجب أن تكون أريكة عريضة القاعدة ذات وسادات طرية، أما إذا كان الهدف منها استقبال الضيوف، فيمكننا اختيار أريكة أقل عرضًا وأكثر أناقة. ويضيف: من الأفضل أن نقوم بتحديد نوع وشكل الأريكة، التي تتوافق مع مساحة الغرفة ورؤيتنا لها قبل الذهاب لمشاهدة معارض الأثاث، ويفضل أن يكون معنا قياسات الغرفة، لتساعدنا في اختيار أو استبعاد بعض الخيارات التي لا تتناسب مع قياساتنا، ويعتمد قرار الاختيار ما بين الخيارات التي توفرها المعارض سواء كانت أريكة مفردة أو بمقعدين أو ثلاثة، أو أريكة على شكل حرف ال L، أو دائرية، وفقا لمعرفتنا المسبقة بكيفية استخدام الأريكة، والمساحة التي ستوضع فيها، وتصميم الغرفة التي ستضاف إليها. ولا شك أن عاملي المتانة والراحة، يأتيان في مقدمة معايير اختيار الأريكة، لأن الشكل الخارجي وحدة لن يضمن جودتها، ولن يحقق الشعور بالراحة والاسترخاء، لذلك يحب أن نختبر جودة الأريكة من حيث متانة صنعها وراحتها بأن نجلس عليها، ونتأنى قبل شرائها. أما عند اختيار قماش الأريكة، فعلينا بداية الإجابة عن هذين السؤالين، الأول: هل يوجد أطفال في المنزل؟، وثانيا: هل سيوضع الكنب في غرفة المعيشة أم النوم، أم أنه سيستخدم لاستقبال الضيوف فقط ؟، وإذا كانت الإجابة بنعم عن أحد السؤالين أو كليهما، فعلينا اختيار أقمشة قوية تتحمل البقع والتنظيف مثل الألياف الصناعية والأقطان الثقيلة، أما إذا كان الكنب سيستخدم في استقبال الضيوف فقط، فيمكننا اختيار أقمشة القطيفة والحرير الفخم. وعن اختيارات الألوان، يضيف المهندس أبو عبيدة: الأرائك الملونة ذات الألوان القوية أو حتى النقوش الجريئة أصبحت إحدى صيحات الديكور الحديث، كما أنها تضيف عنصرا من التميز والاختلاف والإشراق على غرفة الجلوس أو غيرها من الغرف، ولهذا يجب أن لا نحصر أنفسنا في خيارات الألوان الحيادية و التقليدية، كما يفعل معظم الناس. وتعتبر الوسائد من أهم العناصر المؤثرة في شكل الكنبة وقدرتها على التحمل، وعلى سبيل المثال الوسادة المصنوعة من الفايبر والفوم أطول عمرًا من الوسائد الإسفنجية، كما أنها تحافظ على شكلها أكثر، ولا تحتاج لإعادة توزيع الحشوة، كلما اتكأ عليها أحد.