قبل ثلاثة أسابيع قلت في هذه الزاوية أن هناك "ارتباكا" وتأخرا وغيابا تاما للشفافية، في التعامل مع خطوة بسيطة لا تحتاج كل هذا "العك" الإداري، وهي مجرد بيع حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات السعودية، وأنه كان يفترض قبل عدة أشهر طرح مزايدة شفافة لجميع القنوات الراغبة في ذلك (مع اشتراط ألا تكون قنوات مشفرة وهذا أمر متفق عليه) وبحيث مثلا يكون هناك قناة ناقلة لجميع المباريات وقناة أخرى تنقل بعض المباريات الهامة، والحصول على أفضل العروض وتوزيع الدخل بطريقة عادلة على الأندية، إذ إن الدوري السعودي منتج مطلوب يجب أن يطرح بطريقة تسويقية جذابة للجميع، ومن يدفع أكثر يحصل عليه مادام ملتزما بالشروط التي تشملها كراسة مواصفات المزايدة المطروحة للجميع وفقا لتحليل فني من لجنة محايدة من كافة التخصصات ذات العلاقة. وذكرت في ذلك المقال أن هذا الأمور البديهية لم تتم، بسبب العجز الإداري، وبسبب "خصوصيتنا" المزعومة التي كثيرا ما تحول بيننا وبين كثير من الأمور المنطقية المعمول بها في الدول المتقدمة، وكأننا نخترع شيئاً جديداً، لذلك يستمر لدينا "العك" والفوضى غير المبررة. ** قبل أسبوع أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بياناً قال فيه: (نظراً لتَقَدّم عدة شركات بعروض للاتحاد السعودي لكرة القدم للفوز بحقوق بثّ مباريات كرة القدم للأندية، وبعد استعراض هذه العروض فقد تم اختيار أفضلها، وهو العرض المُقدّم من تحالف بين التلفزيون السعودي ومجموعة mbc بعرض قيمته 4.1 مليارات ريال سعودي لمدة عشر سنوات. * ولكن بعد ذلك الإعلان قال تركي الخلوي مدير قناة لاين سبورت إن القناة منذ سنة وهي تعمل للفوز بحقوق النقل وأنها وقعت عدة عقود مشروطة تحسبا لذلك وانها ألحت في طلب كراسة شروط المنافسة، ولكن القناة ظلمت ونحرت أيام العيد! * وقبل يومين ذكر الكاتب خالد السليمان في تغريدات عبر حسابه في تويتر معلومات في غاية الأهمية ( ولم يتم نفيها) وهي ان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة اتصل به تعليقا على مقال له حول الموضوع وأكد الوزير أنه لا صلة لوزارة الاعلام ولا هيئة الإذاعة والتلفزيون بمنح حقوق البث، وأن التلفزيون السعودي لم يدخل أي شراكة، مبديا استياءه من الطريقة التي تم بها الأمر دون منافسة ومؤكدا أنه لا الوزارة ولا هيئة الإذاعة والتلفزيون ستوقعان على مثل هذه الشراكة!! * الامير الوليد بن طلال المالك لقنوات روتانا قال في تغريدة موجهة للكاتب خالد السليمان: (عرضنا مبلغ 4 مليارات ريال للحصول على حقوق بث المنافسات الكروية السعودية، بينما عرض المنافس 3.6 مليارات وادعاؤهم بشراكة ال500 مليون مع التلفزيون السعودي نفاها الوزير). * لست مهتماً بأي قناة تحصل على حقوق النقل، ولكن من المهم أن يكون هناك منافسة شفافة، وتعاقد عادل، وفي قنوات غير مشفرة، وألا تكون مدته عشر سنوات حفاظا على حقوق الأندية، إذ إن أسعار النقل التلفزيوني تتضاعف كل سنة، والمدة العادلة والمنطقية هي 3 – 5 سنوات، وفي كل الأحوال فإن مايجرى يمثل عنوانا صارخا للعك والفوضى والاخطاء الكبيرة التي لا يمكن السكوت عنها، ويجب معالجة هذه الأخطاء مهما كلف الأمر.