لفت نظري في كلمة لذلك الطفل الذي بدأ يتهجى كلماته الأولى عندما أراد أن ينطق كلمة غزة – ان قال عِزّة – نعم توقفت أمام تلك اللفظة، وأمسكت بها، أن ما يقوم به أهلنا هناك.. هو – العزة – المطلقة بكل أطيافها.. فهؤلاء الصابرون – المجاهدون – المتلقون لعناقيد الفحش في القتل.. وتلك المرأة التي قدمت سبعة من أبنائها شهداء، وهي تخرج من تحت دمار بيتها قالت ان لدي شابين سوف أقدمهما على طريق الشهادة.. بهذه الروح الابية الصارمة في وجه الظلم والظلمة.. هي عِزّة لا غزة. إنها "عِزّة" بحق وحقيق بهؤلاء الأطفال الذين يخرجون من تحت الدمار، وهم يصرخون غضباً على هذا العدو الظالم الذي يتعامل مع خصمه بلا خلق، إنه يتعامل بروح الخائف والجبان، ولا يتعامل بروح ذلك الخصم الشريف الذي له أخلاقيات الشرفاء. لقد أثبت أهلنا في حربهم عن مدى العزة التي يتحلون بها.. فرغم كل هذا العنف، وكل هذا الاجرام، وكل هذا الطغيان التي تمارس ضدهم إلا أنهم يقابلون كل ذلك بروح مؤمنة صابرة قادرة على التضحية والبذل وبعزة. إن كل هذه الجرائم التي يمارسها العدو بدخوله الى المنازل فجراً، وهم مدججون بكافة أنواع الأسلحة لارعاب النساء والأطفال والشيوخ.. إنها الروح الجبانة التي يتمثلونها في نفوسهم لم يستطيعوا أن يسلبوا منهم أي ذرة من عزة يشعرون بها ويقاتلون بها. نعم إنها – عِزّة – وليست غزة أيها الطفل الفصيح.