أغلب الشعب السعودي يستحق فعلاً تقييم منظمة الصحة العالمية 2013 حين خلعت عليه لقب ثالث أكسل شعب في العالم! شعب يعيش على الكبسة واللحم والقهوة والتمر، شعب يتحدث في كل شيء وأي شيء، من سياسة دول حلف الناتو إلى سعر الطراطيع في بسطات أم الحمام! يعلق العالم أمامه على شاشات الجدران و(يتبطح ويتسدح ويتقلب) وينتقد كل شيء وأي شيء. في الجلسة الواحدة يعبر القارات عبر ريموت الـ(تي في)، ثم يضع بصمته الشهيرة على تويتر وفيس بوك، يناصر الثوار في شتى بقاع الأرض، ويجاهد بمقولته الشهيرة: «أحب الصالحين ولست منهم». تعيش الدول العربية وما جاورها على جيبه وإنفاقه على السفر والتصويت والمشاركات في البرامج الفنية، ويقتات من ورائه تجار الدين عبر برامجهم المدعومة باتصالاته واستفساراته وإعلاناته. شعب ذكي، حين يعمل في الخارج يتفوق، وحين يدرس في الخارج يتميز، لكن طبيعة المجتمع وأسلوب الحياة داخل السعودية يفرضان نمط الكسل والتهاون في استثمار الوقت، وتبدأ دورة الحياة بتنميط أسلوب المعيشة الكسول، وتقمع الموهوبين المتميزين الناجحين. الطالب المتفوق يُضطهد من قِبل أقرانه، ويطلقون عليه لقب (دافور)، وبدلاً من أن يستمر في تميزه نجده يتراجع حتى لا يسمع هذه الكلمة كلما امتدحه أساتذته. طلاب موهوبون رفضوا الانضمام لأقسام الموهوبين؛ لأن زملاءهم يعايرونهم بتميزهم، ويطلقون عليهم اسم (مصطفى)، الشخصية الشهيرة التي صنعتها المخيلة الشعبوية عن التلميذ المجتهد المحب للمدرسة، وصنعت مئات المواقف تندراً فيه وفي محبته للانضباط والنشاط والتفوق. لا شك أن هذه الثقافة بحاجة إلى تغيير وتعديل سلوك؛ فالكسل ضد التنمية، والمجتمع لن يظل مجتمعاً ريعياً، يتلقى كل أسباب المعيشة من الدولة؛ لأن موارد الدولة الطبيعية مهما تعاظمت هي قابلة للنفاد أو النقص. لا بد من ثقافة مجتمعية تُعلي من قيمة الجهد البدني والفكري، وتقدر المتميزين فيها. لذا فقد كانت دعوة أبي متعب في محلها، وهي نداء صادق لكل الشعب، بمن فيهم العلماء: حاربوا الكسل، ونددوا بحزب الموت من الدواعش ومَن حذا حذوهم ومَن ناصرهم سراً أو علانية، أو لزم الحياد معهم؛ فكل هؤلاء خائنون لدينهم ثم وطنهم. هيا جميعاً، دعونا ننفض عنا الكسل، وننضم لدعوة الحياة والتنمية والسلام.