يعتبر الحرس الوطني من أبرز قطاعات الدولة العسكرية في المملكة، حيث انيط بوزارة الحرس الوطني عدة مهام وواجبات منها الدفاع عن أراضي وحدود ومقدسات المملكة، والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وحماية المنشآت الحيوية والإستراتيجية المهمة، والمشاركة في حفظ أمن الحجاج والمعتمرين بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، ومشاركة الدفاع المدني في حالة الطوارئ والحروب والكوارث الطبيعية والصناعية والإشعاعية والنووية للمحافظة على الأرواح والممتلكات والمشاركة في معالجة اختطاف الطائرات داخل المملكة، وتوفير أمن المناسبات والاحتفالات الرسمية للدولة والحماية المدنية، وتقديم الدعم الصحي في حالة الطوارئ والحروب والمحافظة على البيئة، والمساهمة في دعم الوعي الديني والأمني والثقافي والتعليمي والصحي والإعلامي والمحافظة على التراث الوطني، والمساهمة في الحد من انتشار المخدرات، والمساهمة في الخطط العامة لتنمية الوطن والمواطن، والتعاون مع الجهات الرسمية في نطاق ما تنص علية الأوامر وما تقتضية المصلحة العامة. بدأت قصة إنشاء الحرس الوطني في المملكة بعد أن أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- توحيد هذا الوطن، بعد جهاد طويل، أرسى فيه دعائم الوحدة، وأسّس مقومّات الدولة الحديثة على أرض كانت تمزّقها الصراعات، ويسيطر عليها الخوف، وتتلاطمها الولاءات الضيّقة، وتهدّدها الأطماع الخارجية الراغبة في السيطرة والهيمنة، حتى حوّل البطل الموحّد عبدالعزيز من كانوا يتقاتلون بالأمس، فيما بينهم، إلى جنود يقاتلون تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فثبّت دعائم الوحدة، وأرسى الأمن في أرجاء الوطن، وبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة بناء المؤسّسات وتطوير الدولة. وامتدادًا لذلك، أمر، رحمه الله، بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1368هـ فكان نواة الحرس الوطني. وفى عام 1374هـ. طُوِّر مكتب الجهاد والمجاهدين ليواكب المرحلة التي تعيشها المملكة فصدر أمر ملكي بتشكيل الحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة. كان أوّل من تولّى رئاسة الحرس الوطني الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان، وفي عام 1376هـ تولّى سموّ الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني، ثم تلاه سموّ الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز، وقد استمرت المرحلة التأسيسية حتى عام 1382هـ. الانطلاقة الكبرى يمثل صدور الأمر السامي الكريم عام 1382هـ، بتعيين صاحب السموّ الملكيّ الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيسًا للحرس الوطني منعطفًا مهمًا في تاريخ الحرس الوطني، إذ بدأت الانطلاقة الكبرى، بانتقال الحرس الوطني من مجرد وحدات تقليديّة، من المجاهدين والمتطوعين وثكنات من الخيام، إلى مؤسّسة حضاريّة كبرى وصرح عسكري شامخ. وبعد أن وضع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تصوره الشامل والنابع من قناعاته بمستقبل الحرس الوطني بوصفه مؤسسة حضارية متكاملة؛ جاءت الخطط الطموحة متوافقة مع تصور سموه، بأن أعيد تشكيل الحرس الوطني، ليصبح أكثر قدرة ومرونة على تحقيق تلك الطموحات. وفي عام1387هـ صدر أمر ملكيّ كريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني، ليصبح السند القوي لسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في تحمّل أعباء التطوير والتحـديث، والدّفع بالحرس الوطني في مسيرة العطاء. وفي عام 1394هـ بدأت مرحلة جديدة، كانت نقلة أخرى للحرس الوطني، عندما بدأ برنامج تطويره؛ فمن خلاله أعيد تنظيم وحدات الحرس الوطني كافة.. وقد بنيت خطة التطوير على مفهوم الأسلحة المشتركة، وبناء على هذا المفهوم، شُكِّلت كتائب الأسلحة المشتركة التي كانت نواة لألوية المشاة الآلية والتي تتمتع بالعديد من الخصائص والقدرات القتالية العالية.. كما تمّ تشكيل العديد من وحدات الأمن الخاصة، ووحدات الإسناد مثل الهندسة، والإمداد والتموين، والاتّصالات، ووحدات الإسناد الطبي. ومع تزايد مهام الحرس الوطني، واتساع تنظيمه، رأى صاحب السموّ الملكيّ رئيس الحرس الوطني تعيين نائب مساعد لرئيس الحرس الوطني، فصدر أمر ملكي كريم في عام 1395 هـ، بتعيين معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري نائبًا مساعدًا لرئيس الحرس الوطني. واستجابة لتوسّع التنظيمات العسكريّة وتطوّرها، استحدث منصب نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، وذلك في عام 1421هـ، حيث تم تعيين صاحب السمو الملكى الفريق الأوّل الرّكن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز على ذلك المنصب. ثم أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله أمرين ملكيين، قضى الأول منهما بتعيين الفريق الأول الركن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائبًا لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير. وقضى الأمر الملكي الثاني بإنهاء خدمات سموه العسكرية. وبتاريخ 11/12/1431هـ صدر الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير دولة وعضوًا في مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني. وبتاريخ 17/7/1434هـ صدر الأمر الملكي بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزيرًا للحرس الوطني. ويمتلك الحرس الوطني العديد من الأسلحة المتطورة والتجهيزات المختلفة التي تكفل لهذا الجهاز الحيوي والمهم القيام بدوره على أكمل وجه. «الإسكان» ونتيجة لإيمان القيادة بأن الإنسان هو أغلى وأثمن ثروة في بلادنا وهو الذي تقام من أجله المشروعات العملاقة فإن الحرس الوطني انطلق في بناء مشروعات الإسكان لمنسوبيه، فأنشئت المدن السكنية العملاقة في مناطق المملكة المختلفة. وفي هذا الإطار نفذ الحرس الوطني ست مدن سكنية، بلغ عدد وحداتها أكثر من 12539 فيلا، في كل من: الرياض، وجدة والأحساء والدمام والطائف، وقد تم تزويد المدن السكنية بعشرات المباني المكمّلة من مساجد، ومدارس ومستوصفات، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة. ولسد احتياجات منسوبي الحرس الوطني مستقبلًا في مجال الإسكان فقد صدرت الموافقة السامية بإنشاء 17000 وحدة سكنية جديدة لمنسوبي الحرس الوطني لتساهم في استقرار ورفاهية منسوبي الحرس الوطني. «الخدمات الطبية» أصبحت الخدمات الطبية في الحرس الوطني من أفضل الخدمات من خلال المدن الطبية التي أنشأها الحرس الوطني، حيث إن هذه المدن ليست حصرًا على منسوبي الحرس الوطني بل إنها مشرعة للجميع في كل التخصصات وأصبحت المدن الطبية ومستشفيات الحرس الوطني على أعلى مستوى في تقديم الخدمات العلاجية التخصصية. الكوادر البشرية رافق خطط التنظيم في الحرس الوطني خطط التدريب الفردي والجماعي لمنسوبيه من خلال تأسيس مراكز التدريب في الرياض وجدة والدمام حيث يتم إلحاق المجندين الجدد بهذه المراكز ليتلقوا التدريب الأساسي اللازم، كما تم إنشاء المدارس العسكرية المتخصصة لتدريس العلوم العسكرية: النظرية، والتطبيقية، والتخصصات الفنية التي تؤهل الضباط والأفراد لإتقان التخصصات وضمان كفاءة المتدربين وإكسابهم المهارات على ما يستجد من أسلحة ومعدات وذلك بعد أن تم تهيئة منشآت حديثة تلبي كافة الاحتياجات التدريبية والتعليمية وتوفر متطلبات التدريب الحديث من قاعات وملاعب ومرافق مساندة تم إنشاؤها وفق أحدث التصاميم والمعايير الهندسية لتسهم في جعل مدارس الحرس الوطني أحد مراكز التدريب العسكرية المتقدمة. وفي عام 11/1/1400صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء (كلية الملك خالد العسكرية) وافتتحت الكلية في 3/3/1403 لتحقيق المهام التالية: • تخريج الضباط المؤهلين تأهيلًا جامعيًا لينضموا إلى قوات الحرس الوطني المسلحة. • عقد دورات لتأهيل الضباط الجامعيين. • إعداد الضباط إعدادا علميًا وثقافيًا يتناسب مع إعداده العسكري. • خدمة البحث العلمي في المجال العسكري. • المساهمة في خدمة المجتمع عن طريق المشاركة في دراسة قضاياه و مشكلاته والإسهام في حلها. وحتى تحقق الكلية مهامها سالفة الذكر، فقد أعدت مناهجها العسكرية والثقافية بحيث تشتمل على كل ما يتعلق بعملية إعداد وتأهيل الضباط، ويتولى قسم التدريب العسكري بالكلية تطوير المناهج والإشراف على تنفيذها بمساعدة كل من قسمي العلوم والعلوم الإنسانية، أما مهمة متابعة الطالب فأسندت إلى قيادة كتيبة الطلبة. وتستغرق مدة الدراسة بالكلية ثلاث سنوات دراسية ـ ستة فصول ـ يحصل الطالب بعدها على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية بعد أن يتوفر لطلاب الكلية كل ما يعينهم على الاستذكار والأداء المتميز، فخصصت غرفة مستقلة لكل طالب، وزودتها بكل ما من شأنه أن يشعره بالراحة والاستقرار والخصوصية، هذا فضلًا عن كافة الامتيازات التي يحصل عليها الطالب أثناء فترة الدراسة. ولا تنقطع علاقة الكلية بطلابها بعد تخرجهم فيها حيث تفتح الكلية أبوابها وأقسامها لضباطها بعد التخرج للاستنارة والاستفادة بكل ما يستجد في العلم والفن العسكريين. ولا تقف مهمة الكلية على تخريج الطلاب العسكريين ضباطًا، بل فتحت أبوابها لدورات تأهيل الضباط الجامعيين، وبدأت الكلية تجني ثمارها، حيث تم تخريج الدفعة الأولى عام 1405هـ، وفي العام 1406هـ . واستكمالًا لرسالة الكلية في مجال التعليم والثقافة العسكرية حرصت قيادتها على إصدار مجلة عسكرية متخصصة تحمل اسم الكلية، وتهدف إلى نشر الفكر والمعرفة، كما أصدرت عددًا من الكتب العلمية المتخصصة في سلسلة متواصلة تصب موضوعاتهاعلى القضايا العسكرية والعلمية. «مدارس الحرس الوطني» مدارس الحرس الوطني هي صرح من صروح العلم ومنبر من منابره ومركز من مراكز استثمار الرجال، تقوم بتطوير وإدارة وتوفير البرامج التعليمية لتدريب الضباط وضباط الصف وجنود الحرس الوطني وغيره من القطاعات الأخرى. وتجد المدارس كل الدعم والاهتمام والتطوير من المسؤولين بالحرس الوطني حيث شهدت المدارس عبر تاريخها الطويل العديد من مراحل البناء والتطوير كان آخرها افتتاح مقرها الحديث في بداية العام 1430هـ تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لتسهم هذه المنشآت العسكرية في الحرس الوطني والذي سيوفر البيئة المناسبة لتقديم الكثير من البرامج التدريبية المتطورة. مراحل البناء والتطوير: المرحلة الأولى (التأسيس) بدأت مدارس الحرس الوطني عام 1375هـ بمسمى مدارس التدريب، ثم أنشئت أول مدرسة عسكرية عام 1376هـ وفي عام 1384هـ أطلق عليها مدارس الحرس الوطني العسكرية لتخريج الضباط وكانت النواة الأولى لضباط الحرس الوطني في تاريخ 15/11/1388هـ كانت مدارس الحرس الوطني العسكرية والفنية في هذه المرحلة تلبي احتياجات الحرس الوطني من خلال الأقسام التالية: جناح المشاة، وجناح الصواريخ، وجناح المرشحين، وجناح السياقة، وجناح الصيانة، وجناح الميكانيكا، وجناح الموسيقى، وامتدت هذه المرحلة إلى عام (1392هـ). المرحلة الثانية (التطوير) دأب الحرس الوطني بقياداته الحكيمة على التطوير المستمر تماشيًا مع معطيات العصر، ففي هذه المرحلة انتقلت مدارس الحرس الوطني العسكرية والفنية إلى موقعها الجديد في خشم العان وتم افتتاحها تحت رعاية جلالة الملك فيصل -يرحمه الله- سنة 1393هـ استعدادًا لتوسعة أشمل في النوعية والكمية.