في السنوات الأخيرة يلحظ تغير مستوى الفرق الرياضية وبالتالي مستوى الدوري السعودي والبطولات المحلية . ويستمتع المتابعون حينما تشتعل المنافسة وتزداد الفرق المتقاربة في المنحنيات الأخيرة . فلا تستساغ رياضة إطلاقاً دون منافسة . ولا يحلو لكاتب أو متابع أو مسئول أن يفاخر برياضة بلده إلا مع ارتقاء الموسم الرياضي . الغريب في الأمر أننا نقسم الرياضة إلى أقسام ونهمل جميع أجزائها ولا يسعدنا إلا رقي المستوى الفني فقط وما سواه فلا نريد منه شيئا . ونتعامل مع الرياضه وكأنها لا يعنى منها إلا وصول الكرة إلى الأهداف فقط متجاهلين عدداً كبيراً من الأهداف الموازية للرياضة . متناسين دور التربية والتعليم في تهذيب الأخلاق وتسوية السلوكيات وتقويم الإعوجاج الخلقي لدى بعض فئات الشباب , فتأتي الرياضة وتهدم كل ما تبنيه التربية والتعليم , ليس بسبب خطأ في الرياضة ذاتها ولكن بسبب من يعتلون البرامج الرياضية وأصحاب الصوت في العالم الشبابي والرياضي . لازلنا نحتاج إلى كثير من التعديل على سلوكيات بعض النقاد الرياضيين , فالناقد يحتاج إلى نقد وتقويم , ولا علاج لمنظومة الشباب دون أن يبدأ العلاج بمن يقدمون الوصفات اليومية . تعودنا كثيراً أن نسمع من شخصيات متباينة المستويات في مجال الشباب والرياضة أحاديث عن نبذ العنف والتعصب الرياضي , ونجدهم هم من يزاولون التعصب ويقدمون صورة لا تليق بأقل المشجعين مستوى تعليمياً فضلا عن رجل وجد في نفسه القدرة على اعتلاء المنابر وقدمته القنوات ليقف متحدثاً عن رأيه , وإذا برأيه الأقل حكمة وعقلانية وأبعد عن أن يقدم تربية في ثنايا حديثه . كثير من المتحدثين والمغردين يسيء أكثر من يفيد , وضرره أوضح من نفعه , فالأجدر برئاسة تهتم بشأن شباب البلد وتقدم لهم ما يناسب فئاتهم المختلفة وأفكارهم المتباينة أن تبحث العلاج الأمثل لمثل هذه الترهات والأطروحات التي لا تمت لتمثيل أصحاب الفكر والعقل بصلة . فكم سمعنا من إلقاء بعض التهم والتحريض والسباب والانتقاص وتقليل الأحجام وتجاهل الطرف الآخر ومحاولة الإثارة والسعي لتشتيت الفكر وفرقعة الحديث كل ذلك وأكثر في دقائق معدودة وبعد الحلقة يغرد ويقول لماذا التعصب والتوتر وأين التعقل . والأدهى من ذلك كله أن ينطلق أحدهم في حديث له يلقي اللوم ويوجه أصابع الاتهام بالتقصير لوزارة التربية والتعليم ومنسوبيها وماذا عساهم سيفعلون ويعدلون ما يقوم البعض على إفساده في ليلة يجتمع فيها فريقان متنافسان . حينما تكون النظرة قريبة ومتواضعة لا تنير لصاحبها إلا بضعة أمتار وما بعد ذلك في العتمة والظلام , لكن من أبعد نظره وأدرك أهمية فئة الشباب في المجتمع عرف أن الهدف الحقيقي هو الأبعد وليس كسب فريق لفريق . وهو ما يجدر العمل به وتكثيف الجهود لتحقيق الأهداف التي ينتظرها الوطن أجمع من هؤلاء الشباب , وليست تلك التي ينتظرها فرد من أفراد المجتمع غابت عنه أهداف وبرز له هدف شخصي واحد . عبدالرزاق سليمان