يبدو أننا إذا أردنا الوقوف في وجه شيء ما، دعمنا دون أن نعرف نقيضه، حتى نتورط في النقيض وسلبياته ثم نعود أدراجنا للبحث والنقاش حول الشيء الذي رفضناه سابقا، لأنه لا ذاكرة للمجتمع السعودي ولا قدرة عنده على صفع المتلاعبين بمصالحه ونموه، مثل مايحدث من بعض أهل الوعظ وممن يسمون أنفسهم دعاة بالحث على التحرش والتحريض عليه، لأنهم يعتقدون بطريقتهم تلك القضاء على جريمة الاختلاط، وهي اللهو الخفي الذي أشغل مجتمعنا لاكثر من نصف قرن دون أن نعرف تعريفا حقيقيا له، بل إن ما يقصدونه عكس ماتعني كلمة اختلاط بجميع تفاسيرها ومعانيها، كيف بمن يسمي نفسه رجل دين بأن يدعو ( الدرباوية) أن يساعدوه في التحرش ومضايقة النساء لمكافحة الاختلاط، إذ لايهمه ماسيفعله الدرباوية ضد بنات بلده وكأنهن لسن مسلمات من بلد عدو، هذه التغريدات من بعض الدعاة وتحريضهم على استخدام التحرش لمكافحة الاختلاط هي أخطر وأكثر جرما من الاختلاط ، التطرف بحجة الإصلاح هو الذي ذهب بنا نحو الإرهاب، نحو المزيد من التقهقر في سلم المجتمعات، يعارضون ولايملكون حلولا بديلة، بعض يدعم الإرهاب بنشر التطرف عبر التشدد في الإنكار والتحريض على رموز المجتمع، وإدخال البلد في المزيد من البلبلة ، وهذا هدف ( مدعوم) ماديا معنويا بمئات الملايين من بعض البلدان المعادية لبلادنا ، هذا الاندفاع نحو التجريـم وتجييش الشارع واستغلال العوام باسم الدين ضد نمو المجتمع السعودي هو دور قديم تخصصت فيه فئة يهدف بعضها لزعزعة أمن بلادنا في أوقات حرجة. الاختلاط الذي بحجته يتـم الضغط على المرأة السعودية لتكون ربة بيت فقط يسحب بلادنا نحو انهيار اجتماعي واقتصادي سيجعل من الصعب معالجته ولن ينفع وقتها الأعذار أو التدارك مثل الوقوف بوجه تعليم المرأة السعودية مما أنتج أجيالا من الرجال عاجزين عن التعلم أو الابتكار أو التفوق التعليمي مما حدا بالكثير منهم نحو شراء الشهادات التعليمية لأن المجتمع المحيط بالطالب آنذاك كانت الأم فيه ربة بيت لاتدرك زرع مبادئ العلم في أولادها، والان قلة المرأة العاملة السعودية ساهمت في تلاشي الطبقة الوسطى وجعلت الأسرة تنهار فور وفاة الأب !. أسباب كثيرة لا وقت لشرحها تجعلنا نقف بوجه بعض مستغلي الدين في سبيل ضرب نمو المجتمع السعودي!.