يقول باحثون إنهم تمكنوا من رصد بيانات أجهزة رياضية يرتديها بعض الأفراد لمتابعة حالتهم الصحية، حيث توصلت دراسة إلى أن الأدوات التي يرتديها بعض الأشخاص لمتابعة حالتهم الصحية في أثناء ممارستهم الرياضة قد تساعد في تعقبهم، وذلك باستخدام جهاز حاسوب لا تتعدى قيمته 70 دولارا. وكانت شركة سيمانتيك الأمريكية المتخصصة في مجال الأمن وإدارة المعلومات قد استخدمت جهاز حاسوب "راسبيري باي" لاستخراج بيانات من تلك الأدوات الرياضية حول مستخدميها. ونجح الحاسوب في رصد مرتدي تلك الأدوات من بين غيرهم من الأفراد في الحدائق العامة وفي أماكن الفعاليات الرياضية. وقالت شركة سيمانتيك إنه ينبغي على صانعي تلك الأدوات الرياضية التي يمكن ارتداؤها أن يبذلوا جهدا أكبر لحماية خصوصية مستخدميها والتعامل مع البيانات التي يقومون بجمعها، وفقا لـ "بي بي سي" أمس. واستخدم فريق البحث في هذه الدراسة جهاز حاسوب "راسبيري باي" مزود بوحدة بلوتوث تساعده على التلصص على الإشارات التي تصدرها أجهزة مستخدمي الأدوات الرياضية. ولم يحاول جهاز الحاسوب ذلك الاتصال بأي من تلك الأجهزة، وإنما عمد فقط إلى استخراج البيانات من الأجهزة الرياضية القريبة منه. وقالت شركة سيمانتيك إنه من الممكن القيام بعملية التلصص تلك، إذ إن أغلب تلك الأدوات الرياضية التي يمكن ارتداؤها على الجسم هي أجهزة غير معقدة تقوم بالاتصال بالهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة لنقل البيانات التي قامت بجمعها. واستخدم الباحثون ماريو بارسينا وكانديد وييست وهون لو، أجهزة "باي" خاصة بهم في أماكن عامة مزدحمة في سويسرا وأيرلندا، كان من بينها بعض الفعاليات الرياضية، وذلك ليقفوا على طبيعة البيانات التي يمكنهم الحصول عليها من الأجهزة التي يرتديها الرياضيون. وتمكن فريق البحث من التقاط بعض تلك الأجهزة عن بعد وجعلها تكشف عن الأرقام السرية وغيرها من المعلومات التي تميزها. وسيكون من السهل ــ بحسبهم ــ على أي أحد لديه خلفية بسيطة في المجال الإلكتروني مستخدما جهاز حاسوب بسيط الإمكانات أن يحصل على تلك المعلومات. وإضافة إلى ذلك، قام الفريق بالنظر في التطبيقات التي ترتبط ببعض أجهزة مراقبة الأنشطة الرياضية أو التي تستخدمها الهواتف الذكية في جمع البيانات، ووجدوا أن ما يقرب من 20 في المائة من تلك التطبيقات لم يقم بأي احتياطات للتشويش على البيانات التي يجري إرسالها شبكيا، وذلك على الرغم من أنها تحوي معلومات شخصية مهمة، كالاسم وكلمة السر وتاريخ الميلاد. وقال فريق البحث إن "الافتقار إلى المستوى الأساسي لأمن لتلك المعلومات في هذه المرحلة يعد سقطة خطيرة، ويثير عددا من التساؤلات المهمة حول الطريقة التي تتعامل بها تلك الأدوات والتطبيقات مع المعلومات التي يجري تخزينها على أجهزة الخوادم التابعة لها".