×
محافظة المنطقة الشرقية

إيبولا الإسلامي بالتدريبات القاسية لقسوة القلب

صورة الخبر

لم يكن اليمنيون في أي وقت من الأوقات بحاجة ماسة إلى التصالح والتسامح والاصطفاف كما هي حاجتهم اليوم، وذلك لإنقاذ اليمن -وطناً وشعباً- من ويلات الصراعات والحروب التي تخوضها بعض القوى السياسية وقوى النفوذ والتسلّط ودُعاة الطائفية والمذهبية التي تدمر آمال اليمنيين وتطلعاتهم في أن يعيشوا في أمن وسلام كما تعيش بقية شعوب المعمورة، وكذلك تدمير مقدرات الوطن، ومضاعفة متاعب المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً من استمرار نزيف الدم، وأعمال الإرهاب والقتل والتخريب والإنفلات الأمني المخيف. ولهذا جاءت دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي لتعبِّر عن مطلب شعبي مُلح لكل أطراف الصراع للكف عن عبثهم بالوطن والمواطنين، وحث الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكوّنات الاجتماعية، سواء التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أو التي لازالت مواقفها غامضة من نتائج الحوار، إلى تحقيق اصطفاف وطني عام والاتفاق على وضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع، يتضمن نبذ الحروب والصراعات ونزع السلاح الثقيل والمتوسط من كل الأطراف وتسليمه للدولة، وتوجيه الجهود الوطنية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، بما يكفل تحقيق الاستقرار الأمني والنفسي لليمنيين واطمئنانهم على حاضرهم ومستقبل أبنائهم، وصون كرامتهم وأعراضهم وممتلكاتهم. لقد طالت معاناة اليمنيين، وتراكمت أوجاعهم وآلامهم من جرّاء العبث الذي لازال البعض يمارسه دون رادع يوقفهم عند حدهم ويمنع عبثهم بمقدرات الشعب الذي قدّم تضحيات كبيرة وتحمل المتاعب القاسية في سبيل الانتصار لليمن وإجهاض مؤامرات جرّه إلى الكارثة، وقطع الطريق أمام المشاريع التدميرية لبعض المغامرين والطفيليين ممن وضعوا مصير الوطن والشعب في كفة، ومصالحهم الذاتية في كفة أخرى، غير مستوعبين أن ما قُدم من تنازلات أثناء أزمة 2011م حتمتها مرحلة تاريخية انقلابية استثنائية لا ينبغي أن يفهم منها بأنها تنازلات عن مسؤوليات وواجبات من قدّم تلك التنازلات أو تفريطاً بتضحيات وإنجازات وانتصارات ومكاسب الوطن والشعب التي تحققت بجهود كل الشرفاء.. وأضحت ملكاً لكافة أبناء الشعب، الذين يتحملون مسؤولية حمايتها والذود عنها والتصدي لكل المحاولات الرامية للنيل منها، لاسيما أن البعض قد تمكن من تدمير بعض تلك الإنجازات والمكاسب الوطنية، ظناً منهم أنهم ينتقمون من النظام السابق، وإلغاء فترة هامة من التاريخ اليمني المعاصر، التي لم يستطيعوا أثناءها تحقيق كل أحلامهم، غير مدركين بأنهم بذلك يستهدفون تاريخ ونضالات وانتصارات الوطن والشعب. من الواجب أن يتعلم اليمنيون من المحن القاسية التي مرّوا بها خلال الأزمات التي حلّت بهم في فترات تاريخية متعددة، وآخرها أزمة عام 2011، وأن يستوعبوا دروسها لاستجلاء الدروب نحو المستقبل والتحديد الواضح لخياراتهم وأهدافهم، وتجاوز كل الانتهازيين والمتخاذلين الذين ليس لهم أي هم سوى الإضرار بمصالح الوطن العليا للشعب الذي يتطلع إلى استمرار دور القوى الحيّة والصادقة في المجتمع في أن تكون الطليعة الريادية المتميّزة بتاريخها النضالي الناصع وقدراتها السياسية في تشخيص مواطن الضعف وإيجاد الحلول الناجعة لأصعب القضايا، ومواجهة التحدّيات والمخاطر المحدقة بالوطن والشعب. إن الظرف التاريخي الراهن يفرض أن يتجاوز الجميع الحسابات والمصالح الذاتية والحزبية، وأن تتكاتف كل الجهود الوطنية لتحقيق اصطفاف وطني واسع يكون أساسه تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وتجذير الممارسات الديمقراطية الحقيقية والعلنية والشفافة في علاقات كل الأحزاب والقوى السياسية فيما بينها البين أولاً، ثم مع الشعب، وأن تكون الأفكار والأيديولوجيات والبرامج العملية مرتكزها الرئيسي إنقاذ اليمن وإيقاف انزلاقه نحو الإنهيار، وبالتالي استلهام نبض الشارع ومعاناته وهمومه المرتبطة بالقضايا والمصالح الحيوية للمواطن، والتحرر من المكايدات والعصبيات والغلو والمزايدات السياسية والمواعظ الكاذبة وإدعاءات الوصاية على الآخر.