غطت المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في إحدى مدارس «أونروا» في رفح، وأخرى سبقتها بساعات قليلة واستهدفت منزلاً عائلياً، على مساعي التهدئة الجارية في القاهرة، في وقت قررت إسرائيل المضي قدماً في خيارها العسكري، وسط دعوات إلى وقف فوري للنار صدرت عن الاتحاد الأوروبي والصين والأمم المتحدة التي وصفت قصف مدرسة «أونروا» بـ «العمل الإجرامي»، في وقت هددت «كتائب القسام» بالبدء باستهداف المدنيين الإسرائيليين. (للمزيد) في هذه الأثناء، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليل السبت - الأحد ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأنه جرى خلال اللقاء بحث «مجمل الأحداث في المنطقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، والسبل الكفيلة بوقف ما يشهده قطاع غزة حالياً من سفك لدماء الأبرياء وهدم لممتلكاتهم، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين». وفي اليوم السادس والعشرين من العدوان على غزة، قصف الجيش الإسرائيلي باب مدرسة تابعة لـ «أونروا» في رفح تؤوي 3 آلاف نازح، فقتل تسعة منهم وجرح 45 نصفهم من الأطفال، علماً أنها المرة الثالثة خلال عشرة أيام التي تستهدف فيها إسرائيل مدارس للوكالة الدولية، ضاربة بعرض الحائط كل الإدانات الدولية. واستنكر البيت الأبيض الأميركي في بيان قصف المدرسة ووصفه بالأمر «المروع». وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن قصف المدرسة «عار أخلاقي وعمل إجرامي... تجب محاسبة المسؤولين عنه»، في وقت وصف الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري استهداف المدرسة بـ «جريمة حرب واستخفاف بالرأي العالمي». ومساء أمس، هددت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لـ «حماس»، باستهداف المدنيين الإسرائيليين في حال استمرت إسرائيل في سياستها «القذرة» باستهداف المدنيين الفلسطينيين، مشددة على أنه «ليست هناك حياة أغلى من حياة أبناء شعبنا». وجاءت المجزرة بعد ساعات قليلة على غارة استهدفت منزل عائلة الغول في مخيم يبنا للاجئين وسط رفح. وسجلت الصور أمس فظاعة المجزرة التي راح ضحيتها عشرة من أفراد العائلة، إذ نقلت الكاميرات صوراً مروعة لأمهات وآباء يحملون جثت أطفالهم، وصوراً أخرى لعشر جثث مسجّاة على الأرض، ولجثامين أربعة أطفال، بينهم رضيع ولد في الأيام الأولى للحرب، وقد وضعوا في مُبَرد للمثلجات (البوظة) نظراً إلى امتلاء المشارح. ويأتي التصعيد الإسرائيلي بموازاة مفاوضات وقف النار التي تجرى في القاهرة في حضور فلسطيني وأميركي وفي ظل غياب إسرائيلي، على رغم اعتراف إسرائيل بمقتل الضابط الذي كانت أعلنت أنه وقع في الأسر، وبسببه قاطعت مفاوضات التهدئة. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» في القاهرة أن الوفد الفلسطيني التقى مسؤولين مصريين وعرض «ورقة أعدت بالتشاور مع جميع الأطراف وأعضاء الوفد في شكل مسبق»، وتحتوي على نقاط أساسية، هي تثبيت وقف النار، انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت فيها قبل العدوان، إنهاء الحصار، إطلاق الأسرى المحررين في صفقة شاليط والنواب والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، البدء بإعادة الإعمار وضمانات بالتزام إسرائيل بذلك. ودعا الاتحاد الأوروبي أمس إلى وقف فوري لحمام الدم، معتبراً في إعلان حمل اسم الدول الـ28 الأعضاء وتوقيع رئيس المفوضية الأوروبية، أن الرد الإسرائيلي «غير متناسب» مع إطلاق الصواريخ، وأن لا سلام من دون حل تفاوضي. ودخلت الصين على خط الأزمة، وصرح وزير خارجيتها وانغ إي تشي الذي التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، بأن «الاستخدام المفرط للقوة أمر غير مقبول»، داعياً إلى وقف فوري وشامل للنار، واستئناف المفاوضات كخيار استراتيجي لا بديل عنه.