×
محافظة المنطقة الشرقية

الباحة تحتضن أول ملتقى للأسر المنتجة في ذي القعدة المقبل

صورة الخبر

يتابع العالم الأعمال الإرهابية الجريئة التي تنفذها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة. دول عبرت عن قلقها وقليلة جداً عبرت عن إدانتها حتى الأمم المتحدة ساوت بين الضحية والجلاد. قضية لا تحتاج أن نناقشها على مستوى العالم. فكل دولة تراعي مصالحها. لا مكان للعواطف والنوايا الطيبة. والذين يصارخون بيننا الآن لا يصارخون أسفاً على الشعب الفلسطيني أو الإنسان المسلم أن يقتل ولكن لأن حماس هي البطل. فإسرائيل ليست العدو ولكنها أصبحت العدو لأنها في معركة مع حماس. والدليل التحزبي أن إسرائيل دكت لبنان في معركتها مع حزب الله وحدث للبنانيين ما يحدث اليوم للفلسطينيين دون أن نسمع شيئاً من هذا الضجيج. الثاني أن أحزابهم الدينية المقاتلة في سورية لم تعبر أو تبدي أي تعاطف مع أطفال غزة ومع ذلك لم نسمع أي ردة فعل من الحزبيين على هذا الصمت المشين. الثالث أن معركة الحزبيين تساوي بين هجومها على إسرائيل وعلى مصر السيسي. ولا يحتاج هذا إلى تفسير. الدليل الرابع أنك تلاحظ محاولات مستميتة إلى تخوين الحكام العرب. وهم يعرفون الظروف الموضوعية وأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي. وأن الرئيس مرسي (صاحبهم) كان من أولويات حكمه التأكيد على احترام اتفاقية كامب ديفيد المذلة. وهكذا نستطيع أن نفهم أن المسألة تجييش داخلي واستقطاب حزبي أكثر منها حماسة ضد إسرائيل ونصرة للطفل الفلسطيني. لكن هذا كله لا يعفي إسرائيل من الإدانة ولا يضيف شيئاً جديداً إلى سجلها الإجرامي. فهذه الدولة المصطنعة تعرف أن عدوها الحقيقي هو العدالة وتعرف أنها في صراع مع هذا الشيء الكامن في الضمير الإنساني إلى آخر يوم في وجودها. عدو إسرائيل الحقيقي لا شكل له ولا يملك جيشاً يمكن سحقه. ولكن أقرب مكان يمكن أن تتخفى فيه العدالة هي أرواح الأطفال. لا أظن أن الإسرائيلي يسره قتل الأطفال ولكنه لا يعرف أين يجدها ليقتلها إذا لم يجدها ممثلة في البراءة. قتل الأطفال بالنسبة للجيش الإسرائيلي المعركة الحقيقية من أجل الوجود. أمريكا تسيطر على العالم. توجهه حيث تريد. نعرف هذه الحقيقة ولكننا لا نريد أن نقر بها وأن نعمل على ضوئها. الصراع العسكري مستحيل. سواء لإنقاذ أهل غزة أو للدفاع عن مكتسبات الأمم الصغيرة. في ظروف كهذه ليس أمام الشعوب إلا التحرك الدبلوماسي مصحوباً بحكمة دقيقة ومعرفة الهدف بوضوح. كلمة الملك عبدالله تتسم بهذه الخاصية المتوازنة. فهي ليست مجرد إدانة لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ولكن محاولة جادة لوضع الإرهاب تحت السيطرة أيضاً. وجر كل من ينفذ أعمال إرهابية تحت مظلته. من يريد أن يخلص الشعب الفلسطيني عليه أن يقدم مشاريع واضحة وقابلة للتطبيق. كان بإمكان الملك عبدالله أن يذهب في كلامه إلى القضية الفلسطينية ويدين العدو الصهيوني وإسرائيل حسب النواح الطويل الممتد من منتصف القرن الماضي إلى يومنا ولكن الملك اختار طريق العمل والمشاريع الجادة وهي سياسة المملكة مع القضية الفلسطينية منذ تأسيس إسرائيل إلى يومنا هذا. نسوق العالم إلى تحديد ماهية الإرهاب ومكافحته هو السبيل الأمثل الذي يضع إسرائيل في دائرة الاتهام الصريح ويقود إلى لجمها.