تلال صغيرة بيضاء، تلفت أنظار العابرين على طريق الساحل، يقف بجوارها مجموعة من الفتيان بمختلف أعمارهم يقضون أوقاتاً طويلة في تكوين تلك «الأهرام» الصغيرة، منظر مدهش يستوقف العابرين من على جسر دبسة، على ساحل تهامة عسير، وهم يرون تلك الوجوه مشغولة في البحث عن «الكنز الأبيض»، داخل بقايا مياه البحر أو السيول كل واحد منهم يعمل بصمت، للحصول على كمية كبيرة من الملح الطبيعي الذي يستخرجونه من أحد المواقع القريبة من مركز البرك (200كلم) شمال أبها. ينطلق أولئك الشباب مع ساعات الفجر الأولى للحصول على كميات من الملح بعد استخراجه لبيعه في السوق بمبالغ تعود لهم بالنفع، كاميرا عكاظ استوقفها المشهد والتقت بمجموعة من الشباب. وأوضح علي سعيد الهلالي من سكان قرية دبسة أنه ومجموعة من زملائه يتواجدون يومياً في الموقع منذ بداية شهر شوال لجمع الملح الطبيعي وبيعه في السوق، مشيراً إلى أن هذا الموقع معروف بتميزه في نوعية الملح ويحرص عدد من التجار على الاتفاق مع بعض الشباب لتوريد كميات منه لبيعها في السوق. وأوضح مسامح علي شامي أن نشاطهم يزدهر في فصل الصيف حيث تتراجع مياه البحر بعد أن يمتد إلى هذا الموقع كما تسيل الأودية الكبيرة وتصل إلى هنا، وتتكون السبخات وهي أرض مالحة بعد جفاف الماء وبقاء القليل منه باستخلاص الملح بواسطة اليد او المعدات البسيطة، من خلال سحب الجزء العلوي من سطح السبخة وذلك للحصول على ملح نقي خال من الشوائب. أما جابر محمد جابر فيشير إلى أنه يجمع يومياً كميات كبيرة من الملح ويقوم بتكوين أشكال هرمية ويبقى الملح لمدة يومين حتى يجف ويوضع في أكياس متوسطة لبيعها في السوق بقيمة 10 ريالات، وهناك بعض التجار او الاهالي يتفق مع البعض لتزويده بكميات كبيرة للاستفادة منها. إلى ذلك، أكد عبد الله عامر مكدي أن الملح المستخرج من قرية دبسة هو أجود الأنواع، ويلقى رواجاً بين سكان الساحل، بل ويحرص الكثير من المسافرين على طلبه خاصة وأنه نظيف ونقي ويستخدم للطعام دون أي آثار جانبية. ويرى محمد علي عبده وعلي محمد جابر ومحمد الحسن جابر أن عملهم هذا شاق إلا أنه (ممتع) ولكنه يحتاج للصبر خصوصا أنه يمر بمراحل عبر عدة أيام حتى يصبح جاهزا للبيع.