عبر طول مدة الزمن السياسي الذي عاشه رجل بلادنا العظيم الملك عبدالله لم يكن هناك في كل مناسبة تحدّث فيها ما يوحي ولو بأسهل نسبة بأنها تواجدت أفكار مجاملة أو تم الأخذ بمرئيات تتجه لمعالجة مشاكل خاصة.. فالرجل التاريخي المنفرد بوضوح أفكاره ومصداقية نواياه سعى وبكل قدرات وضوحه ونزاهة أفكاره لكي يلغي كل ما في عالمنا العربي من سلبيات، وأن يأخذ هذا العالم العربي بما يقدمه من جهود وأفكار نحو واقع جديد بعيد جداً عن واقع الخلافات ومآسي الحروب المحلية، حيث أن كل من عايشوا طبيعة أوضاع عالمنا العربي منذ ما سبق من سبعين أو ستين عاماً يعيشون في واقع ألم وثقة بأنهم يندفعون نحو الانحدار كما لو كانوا ينتمون إلى عالم خاص نشاطه وطبيعة هواياته ليست إلاّ ضياع كل أمس قديم.. والتواصل مع كل واقع قائم أو مستقبل يتجدد بأساليب التراجع والعجز وتنوع مهازل الفقر.. الفقر آراء وجهود وعلاقات.. تناول الرجل التاريخي.. الملك العظيم.. عبر كل ماضيه وواقع حاضره مصداقية مخاطبته العقل العربي.. إذا كان قد بقي في العقل العربي ما يمكن أن تأتي منه إيجابيات نتائج، ذلك أننا جميعاً كعرب يتواجد قلقنا وهموم إدراكنا لواقع حاضرنا.. نعرف وبوضوح تواجد براهين تعدد معابر الانهيارات لعالم استبدل بجهل وحماقة ما كانت عليه بعض دوله البارزة في ماضيه البعيد والقريب من مكانة اتساع ووضوح إيجابيات قدرات، لكن مع الأسف انحدرت بواقع الماضي نحو تعدّد الضياع في منحدرات واقع اليوم.. مؤلم ومضحك في نفس الوقت أن نجد كيف انتشرت اتجاهات الحروب المحلية لدفع معظم ما في العالم العربي من إيجابيات في واقع ماضيه القريب والبعيد إلى حقائق مستويات الضياع.. كيف يحدث أن ينهار ذلك الواقع العربي الذي كان يواجه في ماضيه نوعية أفكار قدرات الاستعمار.. وينهار بوصوله إلى تبني أقسى مظاهر الإرهاب والحروب المحلية.. ليس ضد استعمار وإنما بتنوع الخصومات أصبحت تتنوع منطلقات الحروب المحلية.. فرق هائل بين لغة الملك عبدالله بن عبدالعزيز صدقاً وأمانة وجزالة مواطنة وبين من يواصلون انطلاق تعدد المهازل.. لم يعد الأمر بين دولة وأخرى.. وإنما بين اتجاهات الدولة الواحدة.. أليس مخزياً أن تتضح حقيقتان.. تؤكد الأولى عدم احترام إسرائيل لأي جوار، وعدم وجود أي موقف عالمي ضد ما يتم من ممارسات عديدة لتقسيم عرب الخوف والخلافات..