بون-د ب أ أكدت الخبيرة الألمانية ماريا فلوتكوتر أن حليب الأم لا يعمل على إمداد الطفل بالعناصر الغذائية المهمة فحسب، إنما يحد أيضاً من خطر إصابته بالحساسية في مراحل لاحقة من عمره. وتستند فلوتكوتر من شبكة «الصحة سبيلك للحياة» في مدينة بون الألمانية، في ذلك إلى مجموعة من الدراسات الحديثة التي أثبتت أنه نادرا ما يصاب الأطفال بالحساسية، إذا تم الاقتصار على إرضاعهم طبيعيا بشكل تام حتى بداية الشهر الخامس من عمرهم. وأرجعت الخبيرة الألمانية هذا التأثير الإيجابي لحليب الأم بأنه ثبت أنه يحتوي على عديد من عناصر الحماية الطبيعية المهمة التي تتمتع بتأثير إيجابي على صحة الطفل بشكل عام، وليس فقط فيما يتعلق في وقايته من الإصابة بالحساسية. وأوضح المركز الألماني للتوعية الصحية أن حليب الأم يحتوي على جميع المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل بالكمية ومعدل الجودة المناسب؛ حيث يتكون هذا الحليب من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن وبعض العناصر وكذلك الفيتامينات التي يحتاجها الرضيع كي يكتمل نموه بشكل سليم. وبالإضافة إلى ذلك يتميز حليب الأم بأنه سهل الهضم بالنسبة للطفل ويتناسب مع احتياجاته الغذائية على نحو أمثل، فضلاً عن كونه يمد الطفل بمواد مناعية من نوع خاص تُسهم في دعم الجهاز المناعي له. وعلى عكس نوعيات الحليب الصناعي، أوضح المركز الألماني أن حليب الأم يكون متاحا للطفل في كل وقت وبدرجة الحرارة المناسبة، أي أنه لا يحتاج إلى تسخين وتعقيم وتبريد مثلما يحدث مع نوعيات الحليب الصناعي، إلى جانب أنه يخضع لاشتراطات النظافة والرعاية الصحية بشكل طبيعي ودون أي تدخل من البشر. وكي يستفاد الطفل من هذه الفوائد الجمة لحليب الأم، شددت فلوتكوتر على ضرورة الالتزام بإرضاع الطفل طبيعياً بشكل تام طوال الستة أو الخمسة أشهر الأولى من عمره على الأقل، لاسيما مع الأطفال الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بالحساسية نتيجة وجود عوامل وراثية تحفز ذلك.