قال ابن الرومي: وجلسٍ من الكتّان أخضر ناعم توسَّنه داني الرباب مطير إذا اطردت فيه الشمال تتابعت ذوائبه حتى يقال غدير فجسَّد حقل الكتان وألبسه شكلاً آخر بتصوير متحرك بديع، فرذاذ المطر على الحقل وقد مرّت عليه ريح الشمال مرحى، قد جعل ذوائب الحقل تتماوج كأنه غدير يترقرق. .. ولعدي بن الرقاع يصف حمارين وحشيين: يتعاونان من الغبار ملاءة بيضاء محكمة هما نسجاها تطوى إذا وردا مكاناً محزناً وإذا لسنابك أسهلت نشراها فهما يرفعان مظلة بيضاء طالما ركضا في السهل، فإذا وصلا الصخر طوياها. .. ولابن نباتة في فرس أدهم أغر محجّل القوائم: وأدهم يستمد الليل منه وتطلع بين عينيه الثريا سرى خلف الصباح يطير مشياً ويطوي خلفه الأفلاك طيّا فلما خاف وشك الفوت منه تشبث بالقوائم والمحيّا فقد تنافس الليل والنهار في هذا الفرس الذي يطوي الأفلاك، فلما خاف النهار من خسارة المنافسة وعجز عن اللحاق بالفرس النجيب تشبث بقوائمه وغرَّته وكأنه غريق يتشبث بسابح يمخر البحر. .. وقال نصيب: لعبدالعزيز على قومه وغيرهم منن ظاهرة فبابك أسهل أبوابهم ودارك مأهولة عامرة وكلبك آنس بالزائرين من الأم بالابنة الزائرة فإن الأم إذا زارتها ابنتها المتزوجة تكون في حالة من السرور والإنس والابتهاج لا يعلمها إلا الله.. وقد برع الشاعر في تصوير كرم ممدوحه ودماثة أخلاقه بشكل فني جميل.