أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مؤلَفاً جديداً للكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو بعنوان "مفكرة كامو"، في ثلاثة أجزاء منفصلة تحمل العناوين التالية: "لعبة الأوراق والنور"، "ذهب أزرق"، و "عشب الأيام"، نقلتها إلى العربية الروائية نجوى بركات ونشرتها دار الآداب. هذا وتضم المفكرة "الدفاتر" التسعة التي كتبها ألبير كامو منذ العام 1935 وحتّى وفاته، والتي قُسّمت بالتساوي بين الأجزاء الثلاثة، بحيث يحتوي كلّ منها على ثلاثة من الدفاتر، وقد قام كامو بطبع ومراجعة معظمها بالاتفاق مع ناشره الفرنسي غاليمار. يتضمّن الجزء الأوّل "لعبة الأوراق والنور" الملاحظات كافّة التي دوّنها ألبير كامو ما بين عامي 1935 و1942، في حين يغطى على الجزء الثاني "ذهب أزرق" وصف الفترة الممتدة ما بين يناير 1942 ومارس 1951. أما الجزء الثالث والأخير "عشب الأيام" فينتهي في ديسمبر 1959 ويتألّف من الدفتر السابع والثامن والتاسع، التي دوّنها ألبير كامو ما بين مارس/آذار 1951 وحتى وفاته، وقد تمّت طباعة الدفتر السابع، من مارس/آذار 1951 إلى يوليو/تمّوز 1954، في حياة الكاتب الذي قام بمراجعته وتصحيحه، وتتمتّع الأجزاء الثلاثة هذه بتسلسل كافٍ يتيح للقارئ الاطّلاع على الأفكار الرئيسة التي رافقت تأليف أعمال الكاتب الفرنسي، بدءاً ب"الوجه والقفا"، وصولاً إلى "الغريب"، ومروراً بأعراس وأسطورة "سيزيف"، وبعيداً عن الشكل المتعارف عليه لدفاتر المذكّرات أو اليوميّات، تقترب مفكرة كامو من صورة مركّبة ضخمة تصوّر حياة أدبيّة لا يتمّ معناها ما لم تستقرّ فيها القطعةُ الصغيرةُ الأخيرة، السطرُ الأخير. إنها كتاب ال «ما قبل» إذا صحّ التعبير، أي ما قبل الانتهاء من كتابة "الغريب والطاعون" و"الرجل المتمرّد" و"أسطورة سيزيف" و"العادلون" و"كاليغولا" وأعمال أخرى لم يُكتب لها أن ترى النور بعد الرحيل المفاجئ لصاحبها. لذا تراها أقرب إلى خارطة عملاقة تشير إلى المحطات الرئيسة في رحلة استكشاف كامو لجغرافيا الكتابة: رواياته وبحوثه ومسرحيّاته وما رافقها من أفكار وانطباعات ونوايا وشكوك، من دون نسيان جغرافيا حياته الخاصّة ورحلاته وعلاقاته وصداقاته، حتى ليشعر القارئ أنّه يستمع، لحظةً بلحظةٍ، إلى صوت الكاتب الداخليّ أثناء عيشه لحياته، على مدى ربع قرن تقريباّ. الجدير ذكره أن ألبير كامو (1913 - 1960) هو روائي ومسرحي وفيلسوف وصحافي فرنسي غنيّ عن التعريف وهو الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1957، ولد في الجزائر عام 1913، وتوفي بحادث سير عام 1960. له عدة مؤلفات تتوزع ما بين الرواية والمسرحية والبحث الفلسفي والمقالات الصحفية، من بين أهم أعماله "الطاعون"، "أسطورة سيزيف"، "كاليغولا"، وبالطبع رواية "الغريب" التي نشرت عام 1942. قام بترجمة الروايات المترجمة نجوى بركات، وهي روائية من لبنان وتدير مؤسسة "محترف كيف تكتب رواية". درست المسرح والسينما وعملت في الصحافة المكتوبة وفي الإذاعة والتلفزيون. إلى جانب إنجازها لعدد من السيناريوهات الوثائقية والروائية، لها ستّ روايات تُرجم بعضها إلى لغات عالمية، ومن بينها: "باص الأوادم"، "يا سلام"، و"لغة السر"، وكلها صادرة عن دار الآداب في بيروت.