تحت رعاية سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة، احتفلت دولة قطر ممثلة في وزارة البلدية والبيئة أمس، بمناسبة يوم الأغذية العالمي تحت شعار: (المناخ يتغير.. الأغذية والزراعة أيضاً) بحضور عدد من مسؤولي الوزارة والمختصين. وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح عدد من المحاضرات بهذه المناسبة. أكد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية في بداية الاحتفال، أن دولة قطر وباقي الدول الأخرى الممثلة بمؤسساتها التنموية وبأجهزتها المختلفة تعلم أن تغير المناخ يؤثر على عالمنا حالياً ومستقبلاً، موضحاً أن هذا التغير يسبب المزيد من الكوارث الطبيعية والمشاكل البيئية التي تزيد من صعوبة زراعة المحاصيل الغذائية وتربية الحيوان والحفاظ على المخزون السمكي. مواجهة آثار التغير المناخي وأضاف: إننا نسلك سبلاً مختصرة للإنتاج السريع لتلبية متطلبات إعداد متزايدة من السكان، وعلينا أن نتعلم كيف نزرع ونربي ونصطاد ما نحتاج إليه بطريقة مستدامة حتى لا نستمر في تدمير كوكب الأرض. وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة يؤكد الدور الذي يلعبه التطوير في الأغذية والزراعة للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ والاستمرار في عملية التنمية المستدامة بما يحقق رفاهية المجتمعات، ودعا إلى ضرورة تغيير تعاملنا إذا كنا نريد معالجة تغير المناخ، موضحاً أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها القضاء على الجوع في العالم». الحفاظ على الثروات وأكد ضرورة المحافظة على الغابات أو الأشجار، والزراعة المستدامة، وإدارة الثروة الحيوانية، والحد من هدر الأغذية، وحماية الموارد الطبيعية، ومصايد الأسماك، إضافة إلى النظم الغذائية. وأضاف: إن هذا الاحتفال يأتي استجابة لدعوة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة التي اعتمدت تاريخ 16 أكتوبر من كل عام لهذه المناسبة تخليداً لذكرى تأسيس المنظمة في عام 1945. وتابع: إن هذا اليوم يعتبر من أهم الأيام الاحتفالية في تقويم الأمم المتحدة، ويتم الترويج لفعالياته عالمياً من أجل الذين يعانون الجوع وضمان الأمن الغذائي والنظم الغذائية المغذية للجميع. وقال الدكتور فالح: «إن وزارة البلدية والبيئة تضطلع بمسؤولية هامة، تتعلق برعايتها للقطاع الزراعي بفروعه المختلفة (الزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية) وتسعى إلى تطوير القطاع الزراعي في الدولة بشكل مستمر حتى يواكب التطورات المناخية والسياسات الداخلية والخارجية للنهوض بهذا القطاع الهام، ولضمان الأمن والأمان الغذائي مسترشدة بالمبادئ العلمية وملتزمة بالمعايير الدولية مع الحفاظ على الموروث الحضاري والبيئي للدولة. المري: نهدف لتحقيق الأمن الغذائي «البحوث الزراعية» تدرس بدائل للمحاصيل عالية الاستهلاك للمياه قال السيد مسعود جار المري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة «إن برنامج الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، يتضمن جملة من المحاضرات العلمية يقدمها عدد من الخبراء والمختصين في الإدارة تتناول الإنتاج الحيواني وسبل القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، وجهود إدارة البحوث الزراعية لتوفير الأعلاف البديلة». وأضاف: إن إدارة البحوث الزراعية تقوم بتوزيع البذور والشتلات مجانا للمزارعين القطريين تشجيعا لهم لزراعة هذه الأعلاف الاقتصادية عوضا عن الأعلاف التقليدية التي تستهلك قدرا كبيرا من الموارد المائية. وتابع: أن هناك محاضرات عن الزراعة النسيجية والأمن الغذائي فضلا عن المقاومة الحيوية النباتية والموارد الوراثية وتحقيق الأمن الغذائي في دولة قطر. وقال الدكتور هايل الواوي في محاضرة بعنوان (جهود إدارة البحوث الزراعية لتوفير الأعلاف البديلة) إن حشيشة الرودس ونبات الجت تشغل الجزء الأعظم من المساحات المخصصة لزراعة الأعلاف في دولة قطر، ويحتاجان قدرا كبيرا من المياه للنمو، مشيرا إلى أن قسم البحوث النباتية في إدارة البحوث الزراعية يعمل جاهداً على إيجاد بدائل عن المحاصيل العلفية ذات الاحتياجات المائية العالية مثل الرودس والجت. وقال إن الإدارة قامت بإجراء جملة من البحوث أهمها، تطوير المراعي بالتوطين الآمن لبعض نباتات المراعي الأسترالية، وتطوير نظام الإنتاج المتكامل لللبيد والصبار العلفي الأملس وتشجيع زراعتهما في حقول المزارعين إضافة زراعة نباتات رعوية وعلفية في تربة السبخة مفرطة الملوحة ولتطوير المراعي بالتوطين الآمن لبعض نباتات المراعي البرية المستجلبة من الخارج. وأوضح: أن تم اختيار وإدخال بعض نباتات المراعي البرية من أستراليا والسودان والتي تنمو في ظروف مشابهة لظروف البيئة القطرية من حيث درجات الحرارة العالية والجفاف، وتتميز باستخدام الموارد المائية الشحيحة بكفاءة بغرض دراسة إمكانية تطوير وتعزيز المراعي القطرية. وتابع: أن دولة قطر تمتلك فقط أربعة أصناف من الأشجار الرعوية (سمر وسلم وهي بقولية وعوسج وسدر) وقد تعرضت هذه الموارد لرعي جائر وانحسار نتيجة التوسع العمراني والصناعي والزراعي والكسارات. وأضاف: تقوم الإدارة بتقديم الدعم الفني اللازم لزراعة الليبيد والصبار الأملس، وتقديم الحلول المناسبة لمعوقات الإنتاج، مشيرا إلى أنها تقوم بتوزيع البذور والشتلات للمزارعين بهدف تشجيعهم لزراعتها بدلا عن تلك الأصناف التي تستهلك كميات كبيرة من المياه. «الكواري»: الدولة تسعى لحماية الموارد أكدت الأستاذة آمنة دسمال الكواري في محاضرة بعنوان: «الموارد الوراثية وتحقيق الأمن الغذائي في دولة قطر» خلال الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، أن الدولة تسعى لصون مواردها الطبيعية واستخدامها المستدام لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية البيئية المستدامة. وأضافت أن المادة 33 بالباب الثاني من دستور الدولة تنص على أن «تعمل الدولة على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، تحقيقا للتنمية الشاملة والمستدامة لكل الأجيال»، وأوضحت أن الدولة تقوم -في سياق المحافظة على الموارد الوراثية والتنوع البيولوجي- ببذل العديد من الجهود لتحقيق ذلك، مشيرة إلى أن الموارد الوراثية النباتية تعتبر إحدى الركائز التي تنهض عليها الزراعة وتدعم المحافظة على البيئة وتنوع مواردها الطبيعية، وتنص المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة. وأضافت أن نشاط قسم الموارد الوراثية بإدارة البحوث الزراعية يشكل دورا جوهريا لإجراء العديد من البرامج والمشاريع الوطنية لحصر وتجميع وصون الموارد الوراثية النباتية للدولة لصيانتها وتوثيقها للأجيال القادمة، عن طريق تيسير الحصول على الموارد الوراثية المحفوظة بالبنك الوراثي لاستخدامها في البحث العلمي. وتطوير الموارد الوراثية للأغذية والزراعة عنصر أساسي من الأمن الغذائي وضمان استدامة الموارد الوراثية. «الخربوطلي»: المقاومة الحيوية تقلل استخدام المبيدات قال الدكتور علي الخربوطلي في محاضرة بعنوان (المقاومة الحيوية) خلال الاحتفال باليوم العالمي للغذاء «إن إدارة البحوث الزراعية تقوم بدراسات المقاومة الحيوية للآفات الزراعية لما لها من فوائد متعددة للإنسان والبيئة»، مشيرا إلى أن المقاومة الحيوية تعتبر إحدى الوسائل الطبيعية لمكافحة الآفات، موضحاً أن برامج المكافحة المتكاملة للآفات تعتمد على التقليل من استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية واستبدالها بمبيدات حيوية، بالإضافة إلى العناية بالعمليات الزراعية ومواعيد الزراعة للتقليل من الآفات وأضرارها. الأمن الغذائي في الزراعة النسيجية قالت الأستاذة منى الصلاحي في محاضرة بعنوان (الزراعة النسيجية والأمن الغذائي): إن الزراعة النسيجية، تظل بتقنياتها المتعددة، ذات أهمية قصوى في غذائنا اليومي وتحقيق «أمننا الغذائي وتلبية الاحتياجات المتنامية من الغذاء في عالم تعصف به التغيرات المناخية والكوارث والحروب التي تحد من الإنتاج الزراعي التقليدي». وأضافت: أن الزراعة النسيجية تلعب دوراً هاماً في حفظ الموارد الوراثية النباتية للمحاصيل الاقتصادية والنباتات البرية عبر الأنماط الجينية المحسنة ضد التبدّلات والتقلّبات المناخية، وأوضحت: أن قسم الزراعة النسيجية التابع لإدارة البحوث الزراعية من أهم أقسام الإدارة لما يقوم به من دور حيوي في دفع عجلة التنمية الزراعية عبر إنتاج فسائل النخيل ذات الأصناف الممتازة والإنتاجية العالية والتي تخلو من الأمراض وتوفير احتياجات السوق المحلية من النباتات المحلية والموسمية والمساهمة في حفظ الموارد الوراثية في الدولة، وإجراء البحوث العلمية الهادفة لتطوير القطاع الزراعي.;