×
محافظة المنطقة الشرقية

"العالم الذي لاينطق بالحق إلّا بعد مصع الإذن ليس بعالم .. اللي كانوا على الصامت بيشغلون وضعية الرنين

صورة الخبر

استعاد عدد من كبار السن بينبع ذكريات «المراجيح» والعربات، التي تجرها الخيول والألعاب الشعبية، التي تصنع بالخشب، وقالوا إن التقنية بما حملت من جسور تواصلية أفقدت العيد مذاقه الجميل، وقال العم كليب العبسي إن عيد زمان أجمل بكثير عما هو عليه الآن من ناحية تقارب وتآلف الأهل والجيران والأقارب وتواصلهم في أيام العيد، وهذا ما نفتقده في هذا العصر، وسألناه عن ماهية العيد، وما نصيب الأطفال بالعيد في أيامهم، فذكر بأن هناك عربات تجرها الخيول تقوم بأركاب الصغار مقابل مبالغ زهيدة إلى موقع لا يبعد كثيرا عن موقع العيد، ومن ثم إعادتهم وهكذا، إضافة أن هناك العابا شعبية للأطفال وتصنع صناعة يدوية من الخشب وتستخدم أيضا يدوية، وقد اشتهر العم حمزة أبو يونس وهو نجار معروف بينبع آنذاك باحتكاره بعض المراجيع، التي يتم صناعتها بيده، وقاطعته مشيرا وماحض كبار السن وكيف يقضون أيام العيد «فتبسم قائلا لا يوجد لكبار السن إلا أرجوحة كبيرة بارتفاع شاهق يقارب العشرين مترا، وسعيد الحظ من يتمكن من الحصول على فرصة لاستخدام تلك الأرجوحة، وهي غالبا ما تكون ما يتم استخدامها من شخصين ويجري ذلك عن طريق المزايدة للحصول على فرصة، وهذه الأرجوحة محتكرة من عائلة الخريشي، ويشرف عليها حسين وحسن ومحمد الخريشي، وهم من يتولون الإشراف عليها وتحظى بإقبال جماهيري كبير، لما يصاحبها من تشويق ونوع من التحدي فيما بين من أتيحت لهم فرصة استخدام تلك الأرجوحة. كثرة المأكولات العم ياسين سلامة أبو عيسى: «فى أعياد زمان لم يكن متوفرا ما هو متوفر الآن من تنوع وكثرة المأكولات والمشروبات فعلى أيامهم لا يوجد سوى البليلة والترمس وشراب التوت والهريسة والسحلب، وكانت السعادة في هذه الأجواء تغمر الصغير والكبير رغم ضيق ذات اليد.. وقال العم سلامة أحمد البنا «بأن فرحتهم لا تختصر على نهار العيد، بل بالمساء تقام بعض الألعاب الشعبية التي عرفت بها ينبع منها السمسمية وأحيانا لعبة تسمى البوص، وهي ما يطلق عليها المزمار حاليا وكانت تحظى بإقبال كبير من الأهالي وتمتد إلى ساعات متأخرة من الليل. موروثات شعبية العم أحمد ضاحي قال إن ليالي العيد غالبا ما يصاحبها موروثات شعبية علاوة على اجتماع أهل الأحياء في احيائهم كل على حدة، وذلك من خلال جلساتهم، فيما يسمى مركاز الحي يتم من خلاله تجاذب أطراف الحديث ومعايدة من لم يسبق معايدته فرغبات الناس تختلف فمنهم من يتوجه إلى مشاهدة الموروثات الشعبية ومنهم يفضل البقاء على المركاز داخل الأحياء، ومن الأمور التي تبهج النفس وتدخل السرور تزاور أهل الأحياء، فيما بينهم طيلة أيام العيد مما يعطي دلالة واضحة على ترابط ومحبة المجتمع وحرصهم على التواصل فيما بينهم على عكس ما نعيشه في وقتنا الحالي.. الحرف اليدوية العم سالم غنيم، وهو يعد من أشهر أصحاب الحرف اليدوية بينبع سابقا وحاليا قال.. الطفل عند معايدته لا يحظى على عملة نقدية، كما هو متبع بهذا الوقت وإنما يكتفى بإعطائه ما توفر من الحلوى إن وجدت وترى السعادة والفرحة في وجوه الأطفال بعد أخذ عيديتهم، واسترسل العم سالم «وهو يجول بخاطره فيما مضى من الأيام مقارنة بهذا الوقت معتزا بالقناعة، التي كانت سمة متلازمة مع كل فرد من أهالي ينبع ويشعر من خلالها بالرضا فيما قسمه الله له وأوضح بأن هناك فرقا شاسعا ما بين تلك الأيام ومن عاشها من أهالي ينبع رغم ما مرت عليهم من ظروف وضيق ذات اليد وما بين وقتنا الحالي، الذي بحمد لله الذي توفر فيه مالم يتم توفره بذلك الوقت من مقاومات المعيشة وتنوع أصناف المأكولات والمشروبات حتى أن أحدهم يضل محتارا عند اختياره بنوع من المأكل أو المشرب ويوصي الشباب بالتوجه بالشكر والحمد لله سبحانه وتعالى على ما وهبهم من نعم لا تعد ولا تحصى. المزيد من الصور :