×
محافظة المنطقة الشرقية

البدء بتنفيذ أطول جسر في الأحساء

صورة الخبر

مع أن الإعلامية المخضرمة الراحلة والباحثة الاجتماعية والروائية والصحفية فوزية سلامة (توفيت أول أيام العيد) عانت كثيرا من المرض الصامت «سرطان البنكرياس»، الذي اعتبره الأطباء من أشرس الأمراض، ويتعافى منه 10 % من المصابين به، إلا أنها كانت متسلحة بروح معنوية عالية، ما يقوي عزيمتها كما يؤكد ذلك المقربون منها أنها مؤمنة بالله وبقضائه وقدره، بل إنها نصحت مرضى السرطان ألا يخافوا من «العفريت» لأنه يجب عليهم أن يقاموا المرض، ويقفوا في وجهه اللعين، ولا يستسلموا له على الإطلاق، وأن علينا أن نكافحه ولا نهرب منه، ومرض السرطان كأي مرض يمكن علاجه بقليل من الأمل، ووصفها بعض معالجيها بـ «المرأة الرائعة» لقوة تحملها المرض وإيمانها بقضاء الله وقدره. وكتبت ذات مرة عن حكايتها مع الكلمة التي امتدت لسنوات طويلة: «كنت طفلة اختصرت المسافات في السعي نحو الكلمة، بحيث إنني تكلمت قبل أن يكتمل العام الأول من حياتي، ولا أبالغ إن افترضت أنني كنت أسعى نحو الكلمة، والكلمة تسعى نحوي إلى أن عثرت علي وأسبغت علي نعمة لا تعادلها أخرى». وأضافت: «أبتسم خجلا ودهشة حين أتذكر أنني كنت أراسل المجلات الأدبية وأنا في الرابعة عشرة، أملا في أن أصير كاتبة، وكم كتبت من الشعر الرديء في تلك المرحلة قبل أن أتسلح بالعلم والمعرفة، ثم جرفني تيار الدراسة فنسيت ذلك الطموح مؤقتا إلى أن دعتني الكلمة إلى بلاط صاحبة الجلالة، ودعاني رئيس التحرير، -طيب الله ثراه- إلى مكتبه يوما ليقول: أنت كاتبة بالفطرة فلم لا تكتبين عمودا تشاركين به الناس بالفكر والإحساس؟! ففعلت. ورغم مضي قطار العمر ما زلت أحب الكلمة المكتوبة، وعلى وجه الخصوص أحب قراءة القرآن، وقد أدركت أن قراءة القرآن والاستماع إلى القرآن المرتل، في الوقت نفسه هما وسيلتان محببتان للحفظ وتحاشي الخطأ في اللفظ والتشكيل». وكانت سلامة قبل وفاتها قد خضعت لخطة علاج كاملة تتضمن جلسات من العلاج الكيميائي الذي يؤثر سلبا على جهاز المناعة لديها، وقالت حينها: «من خضع لجراحة دامت سبع ساعات يمكنه أن يتحمل ستة أشهر من العلاج الكيماوي، أتعشم في رحمة ربنا أنه بعد ستة أشهر سيقول لي الأطباء إن جسمك خال من الخلايا السرطانية، هذا أملي وأنا أتعلق به».