ما أن ينتهي شبان حائل من العيد مع عائلاتهم صباحًا، حتى تبدأ فعالياتهم المتنوعة بحسب اهتمامات كل منهم، حيث يتوزعون على العديد من المواقع التي تكون معلمًا جماهيريًا معروفًا لدى شبان المنطقة، لتستمر هذه الفعاليات المتنوعة حتى منتصف نهار العيد، يضمن هذه التجمعات الدعوات التي تصلهم ليلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كالواتساب والتويتر وبرامج المراسلات النصية. ولا تخلو هذه الفعاليات من خطورة نسبية على هؤلاء الشبان، وبقدر محبتهم لهذه الهوايات فإن خطورتها تزداد بشكل طردي حتى تصل أحيانا إلى الأذى الجسدي، بعد أن مرت قبل ذلك بالأذى المعنوي والمادي، ومن تلفيات السيارات والأملاك الخاصة حتى الإعاقات الجسدية أحيانا. تعتبر هذه الهواية حديثة نسبيًا على شبان المنطقة، بدأت عام 2008 وحظيت بجماهيرية سريعة بين أوساط معينة منهم، حيث يمارس هؤلاء هواية «النصب» في الأماكن العامة وتجمعات الشبان المعروفة في المتنزهات البرية كـ «مشار»، وتتركز هذه الهواية على إبراز السيارة بشكل معين عبر «التغبير» واستخدام اكسسوارات مختلفة، لعرضها أمام المارة في تلك الأماكن، يرافق ذلك ممارسات متنوعة كالتفحيط وسباقات السرعة القصيرة التي تعتمد على قوة محركات السيارات المشاركة. ويمنع مرور المنطقة هذه الهواية ويعتبرها مخالفة لقوانين المرور العامة وتسبب ازدحامًا في الأماكن المرتادة. ويقول الشاب عبدالعزيز الجويعد -أحد هواة نصب السيارات-: إن هواية النصب في حائل لا تلقى أي دعم بل على العكس فهي ممنوعة وقد تتسبب في حجز السيارة وفرض غرامة مالية على من يمارسها كما أن هذه الهواية ممنوعة في حائل فقط على عكس باقي مناطق المملكة والتي تنظم فيها مهرجانات خاصة للنصب. وأوضح الجويعد أن العديد من هواة النصب يقومون بتنظيم مهرجاناتهم الخاصة خارج المدينة حيث يتم توفير جوائز خاصة للفائزين بالمنافسات. ويعتبر الشباب هذه الهواية فنا خاصا ابتدعه الشباب السعودي، ولاقى انتشارًا ملحوظًا في حائل، حيث يقوم الشباب بالعمل ساعات طويلة للوصول إلى نتيجة مطلوبة ترتبط فيه السيارة بالحجارة بشكل فني، ويعتبر هذا الفن من أهم مظاهر العيد في حائل حيث يعمد الشباب في وقت الأعياد إلى إظهار مواهبهم في «التحجير»، هذه الهواية لم تجد دعما لممارسيها حسب قولهم، رغم أنهم يقضون ساعات طويلة في « البر» لإنجاز فروضهم الخاصة بهذا الفن. وتعتبر هذه الهواية معروفة إلى حد كبير في مختلف أنحاء المملكة، وما زالت تملك عددا كبيرا من جمهورها، حيث يعمد العديد من الشباب إلى الذهاب لمواقع الكثبان الرملية في أول أيام العيد، إما لممارسة التطعيس بركوب هذه الكثبان الكبيرة، أو مشاهدة ممارسيها بالتجمهر في هذه الأماكن. يذكر الشاب عثمان السويحل أن الجهات الحكومية تهمل تنظيم هواية التطعيس ونشر التوعوية حول أدوات السلامة، حيث تحصل العديد من الحوادث الخطرة والتي يذهب ضحيتها شباب بعمر الزهور، وسط تجاهل مستمر من الجهات المعنية بالسلامة والتنظيم. المزيد من الصور :