كل عاقل وحكيم وبصير وواع وفهيم يدرك تماماً أن أساليب السب والشتم والقدح والذم والإمعان في ترويج السخافات مرفوضة في أخلاقيات العالم المتحضر، بل تعد من الأساليب الدونية والمنحطة والبغيضة، وتعبر عن الإفلاس الفكري والأخلاقي والتربوي للطرف الذي تعمد الإساءة إلى الطرف الآخر، وأن تلك الأساليب المبتذلة لا تقع أبداً ضمن مبدأ حرية التعبير، مهما كانت المسوغات والمبررات، بيد أن من يراجع المواقع والمنتديات الإلكترونية ووسائل الاتصال الأخرى هذه الأيام سيجد أنها تحولت إلى منابر للحاقدين على بلادنا، الذين دأبوا على توجيه مدافع السب والشتم والتشويش والإهانة والتجريح، حتى لم تبق مفردة من مفردات معاجم السب والشتم والقذف إلا واستخدمها هؤلاء ضد بلادنا السعودية، بحيث نفذت سلة مفرداتهم القبيحة كلها، ولم تبق صيغة واحدة من صيغ التجريح والإساءة إلا ولجأوا إليها في حملاتهم الإعلامية المتصاعدة، ممتهنين السب والشتم والتشويه والبهت والافتراء، لا لشيء إلا لينفسوا عن الرغبات السيئة المكبوتة في صدورهم، فباشروا بتفريغ حقدهم الأعمى على بلادنا، لقد خاض هذا اللفيف من ضفادع السب والشتم في أوحال المستنقع الآسن، وبرعوا باستخدام العبارات المسيئة، والألفاظ المشينة، والمصطلحات الغبية، لا لشيء إلا أن بلدنا عريق وتاريخي وحضاري ووحدوي ومتماسك وعصي على الأعداء والطغاة والبغاة، أن هؤلاء اللاعقلاء ما انفكوا ينفثون سمومهم علينا، ويصبون لعناتهم فوق رؤوسنا، بإعلامهم الأصفر الفاحش، أن هذه المسوخات المتفاخرة بانحلالها، والممعنة في تهكمها، والمتباهية بسخفها، لن يتعلموا الدروس أبداً، فلا يرجى فعل الجميل من أناس فقدوا شهامتهم ومروءتهم، وتنازلوا عن رجولتهم، واشتهروا ببذاءتهم، وعرفهم الناس بوقاحتهم، لم يتركوا هؤلاء عرفاً أو تقليداً أو خلقاً أو ديناً إلا وتطاولوا عليه، وما تركوا شريفاً أو مؤمناً أو فاضلاً إلا وأساؤوا إليه، تراهم يفتشون عن الرجال الأفذاذ ليفتروا عليهم، ويشوهوا صورهم، ويبحثون عن الأبرياء والمظلومين لكي يتخندقوا ضدهم في خنادق الظلم والتعسف، إن هؤلاء الغاشمين لا دين لهم ولا ملة، مهرجون من النوع الشطّاح النطّاح، تخصصوا بمهاجمة كل جميل وأبيض ونقي، واعتادوا على تسفيه الناس كلهم حيثما كانوا، يتفاخرون دائما بحقدهم وكراهيتهم لبلادنا السعودية، ولا يتورعون عن التحريض على الخراب والفرقة والشتات. إن من يراجع ما يتفوه به هؤلاء القصر، يدرك تماماً بأننا أمام حالة متجذرة من الكراهية المغروسة في النفوس المريضة الحاقدة، ولربما ظن هؤلاء الأغبياء بأن إعلامهم الرخيص يمكن أن يكون عاملا من عوامل تمزيق بلادنا، وتفكيكها، وتشويه صورتها، لكننا نؤكد لهم بكل ثقة وإيمان واقتدار، أن هذه الوحدة العظيمة والاتحاد المميز لن يتبخر أبداً، ولن ينصهر فيفران ألاعيبهم، ولن يغرق في مستنقعاتهم الآسنة، ونقول لهم أيضاً لن تستطيعوا، لا أنتم ولا غيركم ولا أكبر منكم ولا أصغر أن تنالوا من عظمة بلادنا وكبريائها وشموخها وكرامتها، فالكرامة يا أنتم خصلة متأصلة ومتجذرة فينا منذ فجر التاريخ، وستبقى بلادنا السعودية مرفوعة الرأس دائماً وأبداً ما دام فينا قلب ينبض، لقد أسأتم لأنفسكم قبل أن تسيئوا لبلادنا، إن المهرجين لا يمكن أن يُعدوا من الرجال الصادقين الأوفياء المخلصين، وشتان بين الرجال وأشباه الرجال، فاشباه الرجال كالمومس التي تبيع شرفها لمن يدفع أكثر في المواخير المخفية، إن قلعة العمالقة الأشاوس، ومهد الحضارة وينبوع الإسلام، لن تستطيع الأقزام التطاول عليها، وإن واصلوا حملات سبهم وشتمهم، ولن يخجلوا من التنفيس عن أحقادهم المكبوتة المشفرة، فهؤلاء الأشخاص والمجاميع المبتذلون كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.