مرت نسختين من كأس العالم تجرع فيها الجمهور السعودي مر غياب "الأخضر" عن المحفل العالمي الأكبر والأجمل على مستوى المعمورة، ولم نستفد من الدرس ولم نعمل من أجل أن نتلافى هذا الغياب فلا مؤشرات تلوح في الأفق توحي أن منتخبنا قادر على تجاوز كبوته التي طال أمدها، لا خطة طويلة الأمد ل"مونديال روسيا 2014" ولا خطة قصيرة المدى لكأس آسيا 2015م في أستراليا، فكيف نريد أن نتأهل للمونديال؟! سؤال عريض لا يوجد في الوسط الرياضي من يمتلك له إجابة في ظل غياب الخطط المدروسة التي من شأنها إعادة المنتخب السعودي لوضعه الطبيعي على الأقل ليكون من ضمن ركب المتأهلين للنهائيات حتى لو سجل مشاركة شرفية فوجود المنتخب السعودي في المحفل العالمي يجعلنا نفتخر كثيراً ونتابع المونديال مرفوعي الرؤوس. وبالنظر للمنتخب الأول نجد فقرا في النجوم في أكثر من خانة أول محور قلب الدفاع وثانيها محور الارتكاز علاوة على ضعف البديل في خانتي حارس المرمى والظهير، ولا مواهب تنبؤ بمستقبل زاهر يشغل هذه الخانات الشاغرة علاوة على ذلك يقود المنتخب مدرب مغمور لا يملك سجل تاريخياً يؤهله إلى قيادة منتخب بحجم المنتخب السعودي بطل كأس آسيا ثلاث مرات. بالعودة لما مضى نجد أن الجيل الذهبي الأكثر تشريفاً للمنتخب السعودي هو ذلك الجيل الذي أسس بشكل صحيح وحقق في عام 1989م كأس العالم للناشئين ليترعرع هذا المنتخب ويصل لقمة نضجه الكروي ويتأهل على يده "الأخضر" لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم في عام 1994م بل أنه سجل أفضل مشاركة بتأهله إلى دور ال16 من البطولة بعد أن تغلب على منتخبا المغرب وبلجيكا وخسر بصعوبة بالغة من هولندا. هذا الجيل استمر يقود المنتخب واستمر بعض نجومه في قيادة المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم ومع اعتزال آخر نجومه انطفأت شمعة المنتخب ولم يعد قادراً على التأهل بل بات اليوم خارج التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، هذا يعني أن العمل العلمي المدروس والتأهيل الصحيح سيعيدنا إلى الوضع الطبيعي لمنتخبنا، وأن العمل العشوائي سيزيد من تدهور منتخبنا وأن التخبطات وعدم وضع خطط طويلة المدى سيقودنا ذلك لمواصلة السير في النفق المظلم الذي لم يستطع منتخبنا حتى اليوم الخروج منه. من يعود بذاكرته لبضعة أشهر مضت سيصاب بالدهشة لأننا أقمنا الاحتفالات وفرحنا بإنجاز متواضع وهو التأهل لنهائيات كأس آسيا ألهذا الحد انخفض طموحنا وبات التواجد في البطولة القارية مطمعنا؟! مما نتأمله في الوسط الرياضي أن يطالب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الاتحاد السعودي لكرة القدم بوضع خطط مستقبلية لمنتخباتنا يشرف على تنفيذها ويحاسب المقصرين فيها حتى تعود "الصقور الخضر" للتحليق في المحفل العالمي.