ما أن تنفسنا بعض الصعداء، خروجا من تلك المرحلة الكئيبة التي يقال لها مرحلة (الصحوة) التي استشرت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. تلك المرحلة التي جثمت على صدر الوطن، وفوتت عليه الفرصة للتقدم أكثر، وكبلت أقدامه (بترهات) ما أنزل الله بها من سلطان، أقول بعد أن تنفسنا أخيرا بعض الصعداء، حتى أتى بعض (فلول) تلك المرحلة، مثل ذلك المدعو (الشيخ) عبد الله الداود في مقابلة له مع قناة (روتانا) ليقول بملء فمه دون أي خجل أو أدب بما معناه: إن جميع من في المستشفيات من أطباء وطبيبات هم متحرشون (١٠٠%) ــ لاحظوا (١٠٠%) دون استثناء ولا حتى واحد في المئة ــ وحسنا سوف يفعل الأطباء والطبيبات، ليقيموا دعوى (قذف) على ذلك الشيخ الغضنفر البذيء اللسان. فالسكوت على مثل هذه الاتهامات العشوائية الرديئة إنما هي أكثر جبنا من سكوت (الشيطان الأخرس) عن الحق، وإن لم ينتصر القضاء لمثل هذه الدعوى، فما هي قيمته؟! لا وفوق ذلك لم يرد الشيخ أن يغلق فمه الواسع قبل أن يتحفنا باتهامه لكل من يسمح لابنته بالابتعاث للدراسة في الخارج، بأنه (ديوث). وحتى الرياضة النسائية في المدارس لابد وأن تتبعها (الدعارة) على حد قوله ــ تصوروا ــ (!!). بل إنه حتى عضوات مجلس الشورى لم يسلمن من لسانه الذي (ينقط عسل) وزرنيخ. وعندما شاهدت تلك المقابلة رجعت سريعا القهقرى لمرحلة (الصحوة)؛ وذلك عندما أسبغ علينا (رحمته) المدعو (الشيخ) سليمان الخراشى، ووصمنا (بالمرتدين) دون أن يرف له رمش أو يرتفع له حاجب عندما قال بكل ثقة وتواضع وحسم: «فمن ارتد عن دين الإسلام وثبت عليه ذلك كما في حال بعض من مرقوا من الدين وسأذكر فقط عينة منهم كالزنديق تركي الحمد، والعلماني عبد الله أبو السمح، والعصراني منصور النقيدان، والعقلاني خالص جلبي، والحداثي عبد الله الزيد، والخبيث مشعل السديري، وغيرهم من أهل الزندقة والانحلال الفكري فهؤلاء عندما نطبق عليهم منهج الشريعة الإسلامية فهم مرتدون كفرة يطبق عليهم حكم الشرع وهو أنه يجب أن يستتاب الواحد منهم، ويمهل ثلاثة أيام فإن تاب، وإلا قتل، ويرى بعض أهل العلم عدم استتابته» وبعد أن أتحفنا بفتواه اللطيفة لم يكتف بها، لأنها لم تشف غليله، فختمها مستدركا: «والثابت عن أهل السنة والجماعة هو سلب أموالهم استحلالا، وسبي نسائهم تملكا، والفتك بهم تنفيذا لشرع الله سبحانه، وبالله التوفيق» ـ انتهى ولا أدري هل يحق لنا نحن كذلك أن نرفع ضد هذا الشيخ دعوى قذف بأثر رجعي؟!، أم أننا لا زلنا (جرذان الصحراء) بحق وحقيق، مثلما كنا في عصر الصحوة غير المباركة.