الأسئلة لها دبيب في الصدر..، ودبيب في الرأس.. شبَّهتها في حوار مع خالد القرشي كالأفران، قلت له: « الأسئلة يا خالد أفران الأرغفة، والواقفون في مدارها جياع ما لم يلتهموها ساخنة حدّ الإشباع.. الطَّموح الشغوفُ بالمعرفة جائع يقف في الطابور».. حين تكون الأسئلة للمعرفة.. تكون أفراناً كالذي قلت.. لكنها براكين تتقد، وقبل أن تنفجر ترمي ببعض حممها على الأقرب إلى مكانها..، تلك الأسئلة اللاهبة الملتهبة حين تكون بواعثها الإنسان.. وهي فراشات تحلّق بألوان الطيف، تنمو بها أركان النفوس، وزوايا الوجدان حين تنبعث من حنين إلى، أو من أثر من.. الأسئلة هي أشكال حالات..، وأصوات زفرات..، وشعل أفكار، ورماد خيبات، وعصافير جنائن..، و...، ....و...! لها دبيب كما أسراب النمل، وطنين كما خلايا النّحل.. لكنها شائكة، ما تعلق في نسيج إلاّ تجعله متأهباً للانقضاض.. أعمق الأسئلة ما أدى إلى غوص، ... وأوهنها ما عُرفت إجابته دون قطرة عرق..، أو رجفة قلق..، أو حمرة خجل..، أو جذوة أمل..!! هي أدوات النجاح، والكفاح..، وبوابات الركض لمضامير السّبق...، والحرق، والحق..!! بلى، إنها الأفران.. إنها الوقيد يلتهم في الصدور ..، ويعيث في الرؤوس.. ليست عبئاً لكنها تزن أرتالاً ..، وليست فائضاً لكنها تفيض أطناناً... يشغف بها العارفون..، ولا يتمرّد عليها إلاّ الوجلون..، ويطمئن إليها الواثقون.. يشرع للهبها بوابات أفكارهم المنجزون... يفسح لها صدور قلوبهم، وعقولهم المؤثرون.. إنها الرفيق البوصلة...!! والمخلص المصباح..!! الأسئلة... عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855