عندما مكن الله ليوسف وأكرمه في الدنيا بعد إيمانه وصبره وتقواه وعمله بالدعوة ومن ثم إحسانه، أصبح عليا في مناصب الدنيا، ورحمة الله وعونه ليوسف بدأت من رؤياه ثم الإيحاء إليه في وحشة البئر بأن الله معه والطمأنة له في مجاهله بأنه سيخرج ويعلو شأنه، ثم الانتقال من البئر إلى القصر والتبني، وبعدها حمايته من الولوغ في المعصية، ثم دخوله السجن رفعة لا سقوطا، ثم براءته المعلنة على رؤوس الأشهاد، حيث تأجلت براءته قبل السجن وهي على مستوى محدود، وبعد خروجه من السجن صارت براءته على الملأ وتلك كرامة ومزية اختص بها عبده، وأخيرا تمكين الله له في الأرض وتسخير الملك له الذي عينه وزيرا للمالية والخزائن، وبعد أن انتصر وارتقى وتمكن انظروا كيف كان تعامله مع من آذاه وعرضه للموت وقطعه من والديه سنينا طويلة؟ كيف قابل إخوته وهل انتقم منهم أو جرحهم بالكلام؟ 1 - لم يبادرهم بالعتاب والتقريع عندما رأهم لأول مرة بعد الفراق. 2 - عندما قالوا (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) لم يشتمهم بل أسرها في نفسه. 3 - رحمهم عندما قالوا (مسنا وأهلنا الضر). 4 - لم يعنفهم في تذكيرهم بفعلتهم وإنما قال: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف). 5 - اعتذر نيابة عنهم حتى لا يحرجهم ويجرحهم، فقال (..إذ أنتم جاهلون). 6 - عندما قالوا (أإنك لأنت يوسف) لم يتعال بمنصبه ويعلن لهم علوه بل قال أنا يوسف وهذا أخي. 7 - دعا لهم (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) 8 - طلب منهم دخول مصر آمنين وأكرمهم. 9 - لم يشتك لوالده ولم يرو له شناعة ما فعلوه بل التمس لهم العذر إذ يقول: (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي).