تهمين أجواء من التوتر على العاصمة صنعاء عقب فرض السلطات اليمنية حزمة تدابير أمنية مشددة تحسبا لأحداث شغب وخروج مظاهرات ومسيرات شعبية غاضبة بعد إقرار الحكومة وبشكل نهائي رفع أسعار المشتقات النفطية في إجراء اضطراري أحيط بالكثير من التردد قبيل أن يتم المصادقة عليه من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي قبل عدة أيام. وعلمت "الوطن" من مصادر حكومية مطلعة أن الرئيس هادي وافق على فرض الحكومة زيادات على أسعار المشتقات النفطية بعد تجميده لأشهر لمقترح بهذا الصدد تقدمت به الحكومة بهدف مواجهة العجز المتصاعد في الموازنة العامة للدولة، والحد من الانعكاسات السلبية لتصاعد ظاهرة تهريب المشتقات النفطية، والتي تذهب لجيوب متنفذين. وأشارت المصادر إلى أن هادي وجه وزارة الداخلية برفع مستوى الاستعداد والتأهب في كافة الأجهزة الأمنية بالعاصمة صنعاء وعواصم المدن الأخرى، تحسبا لردة الفعل الشعبية الغاضبة المتوقعة حيال فرض زيادات سعرية على أسعار المشتقات النفطية التي من المقرر أن يبدأ نفاذها خلال الأيام المقبلة، بعد أن كان مقرراً لها اليوم السبت. وأكدت المصادر أن الرئيس هادي وجه كلاً من وزيري المالية والتخطيط والتعاون الدولي بمراجعة كافة عقود بيع النفط والغاز التي أبرمت خلال السنوات الماضية في عهد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفرضت السلطات اليمنية إجراءات أمنية مشددة تمثلت في تعزيز الحراسات الأمنية والعسكرية على كافة مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية والممثليات الدبلوماسية العربية والغربية بصنعاء وعدن والمنشآت النفطية في مأرب والمكلا وشبوة بالتزامن مع تشديد التدابير الأمنية المفروضة على محيط القصر الجمهوري بصنعاء ومجمع دار الرئاسية ومنزل الرئيس هادي. في غضون ذلك، سقط عدد من الجرحى في مواجهات وقعت في مدينة تعز، جنوبي صنعاء، بين أنصار جماعة الحوثي ومجموعة سلفية. كما قتل أربعة من جنود القوات الخاصة في الجيش اليمني وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم نسب للقاعدة استهدف نقطة مراقبة قرب مدينة البيضاء في وسط اليمن ليل الجمعة إلى السبت، بحسب ما أعلن مسؤول في أجهزة الأمن. وقال هذا المسؤول إن "المهاجمين أضرموا النار في عربة للجيش قبل أن يلوذوا بالفرار".