×
محافظة المنطقة الشرقية

الحقباني يساهم في تطور الفئات السنية بالنصر

صورة الخبر

حتى كتابة هذا المقال استشهد جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما يزيد على ثمان مئة شخص أغلبهم من النساء والأطفال بينما قتل من الجانب الإسرائيلي 33 جندياً فقط في هجمات نوعية نفذتها فصائل المقاومة. وفي مقارنة سريعة بين الرقمين ندرك أن الكيان الصهيوني ارتكب جريمة بحق الإنسانية عندما قتل مئات الأطفال والمدنيين جراء استخدامه لأشد الأسلحة فتكاً في ملاحقة قادة وعناصر الكتائب الفلسطينية حتى لو كانوا في أحضان عائلاتهم، أو لدى إجبار آلاف المدنيين على ترك منازلهم في حي الشجاعية وغيره من المناطق التي طالها القصف الإسرائيلي الغاشم. في المقابل لا يمكن القول بأن حماس كانت حريصة على عدم استهداف المدنيين الإسرائيليين فلو كانت تملك ما يمكنّها من الانتقام لما ترددت في ذلك، لكنّها استطاعت بصواريخها المحدودة التدمير إحداث حالة من الرعب في إسرائيل، وتسببت في إلغاء عشرات الرحلات من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب بما يعنيه ذلك من خسائر للاقتصاد الإسرائيلي وقبل ذلك كله للأمن الذي تسعى إسرائيل لإثباته من خلال عدوانها على غزة. يعوّل قادة حماس كثيراً على ذلك وهذا ما يدفعهم إلى التسويف في الموافقة على أي تهدئة إلا بعد الحصول على عدد من التنازلات الإسرائيلية وهي في معظمها حقوق مشروعة ماطل المحتل في تنفيذها لسنوات مستغلاً حالة الانقسام الفلسطيني والضعف العربي الذي لا يقل سوءاً عن الصمت الدولي عما يجري في غزة. ومهما ارتفعت الحصيلة وازدادت الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين فإن حماس متمسكة بمصالحها وتحالفاتها حتى "لو تمَّ تدمير غزة عن بكرة أبيها" وهو الوصف الذي استخدمه إسماعيل هنية بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة 2008-2009. وبعد سنوات من تلك التصريحات ومع إراقة المزيد من الدم الطاهر في غزة يخرج علينا خالد مشعل "بطلته البهية" أمام فلاشات الكاميرا وعدسات المصورين في الدوحة ليقول مخاطبا "نتنياهو" كم من جندي إسرائيلي تريد أن يعودوا في نعوش لأمهاتهم؟ وكأني برئيس الوزراء الإسرائيلي يرد بالقول لو كان الأمر بيدي لقاتلت حتى آخر جندي إسرائيلي لإزالة حماس وبقية الشعب الفلسطيني عن الوجود. لكن نتنياهو -ولله الحمد-لا يملك ذلك لأن منصبه ومستقبله السياسي قد ينتهي بمقتل مدني إسرائيلي واحد في تل أبيب، ولأنه يدرك في قرارة نفسه بأنه يوماً ما سيقف أمام العدالة الدولية إذا استقام ميزانها ليدفع ثمن جرائمه بحق سكان القطاع. ولكن من يحاسب قادة حماس على المغامرة بمصير مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة - فقط - من أجل الحفاظ على مصالحهم وتحقيق انتصاراتهم السياسية؟