بغداد: «الشرق الأوسط» لم يتصور مطشر السامرائي، عضو البرلمان العراقي، أن انفعاله أمام الكاميرا بشأن المطالبات الجماهيرية بإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ستفجر عاصفة من النقد والاستهجان من قبل الأوساط النيابية والجماهيرية إلى الحد الذي انطلقت معه أول من أمس أول مظاهرة ضده من قبل أهالي المحافظة التي ينتمي إليها وهي صلاح الدين. السامرائي قال في تصريح له إنه يرفض إلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان لكي لا «يديح» مع زوجته وأطفاله ويكون حاله في ذلك مثل حال الشعب العراقي «البائس» و«التائه». وفي حين عبرت كتل برلمانية وسياسية عن انتقادها الحاد لهذه التصريحات مطالبة البرلمان بمحاسبته، وإياه بالاعتذار، فإن هناك من تعدى ذلك إلى البحث في كتب اللغة وفي مقدمتها «لسان العرب» لابن منظور عن أصل كلمة «دايح» ليتبين أنها من «الديح» أو «الديحان»، وتطلق على كل من لا هدف أو مكان له أو مستقبل مضمون. أول المنتفضين ضد السامرائي الكتلة التي ينتمي إليها وهي «متحدون» المنضوية في القائمة العراقية ومحافظته صلاح الدين التي خرجت أمس في مظاهرات ضده. فقد تظاهر العشرات من شيوخ ووجهاء العشائر في محافظة صلاح الدين رافعين لافتات تطالب السامرائي بالاعتذار للشعب، كما طالبوا برفع الحصانة البرلمانية عنه. وفي تصريح صحافي أدان رئيس مجلس عشائر صلاح الدين خميس الجبارة تصريحات السامرائي وقال «إننا نعتذر للشعب العراقي عن هذه التصريحات التي لا تمثل إلا شخص السامرائي نفسه». من جهته، قال الناطق الرسمي باسم كتلة متحدون، الدكتور ظافر العاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إننا في كتلة متحدون اعتذرنا للشعب العراقي بالنيابة عن تصريحات النائب مطشر السامرائي، ليس لأننا نريد أن نبرر له تلك التصريحات، ولكن لقناعتنا بأن الاعتذار ليس ضعفا، وإنما هو تعبير عن فروسية». وأضاف العاني «إننا طالبنا السيد السامرائي بالاعتذار لعائلته أولا قبل باقي أبناء الشعب لقناعتنا بأنه لم يقصد مضمون ما قال وإنما هي زلة لسان أو مثلما أطلقنا عليها زلة سياسية لا نريدها أن تستغل وتحمل على وجوه عديدة». وأجمعت كتل برلمانية على ضرورة اعتذار السامرائي عن تصريحاته «المسيئة»، وفي حين عدها ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي «اعتداء» على الشعب العراقي، فإن التحالف الكردستاني استغرب «عدم قبوله أن يكون مثل الشعب وهو يمثله».