أدت جموع من المصلين امس صلاة الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك بالحرم المكي في أجواء روحانية وإيمانية تسودها الطمأنينة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها الدولة. وشهد الحرم المكي الشريف تدفقاً كبيراً للمصلين الذين حرصوا على أداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الحرام وتوافدوا منذ الصباح الباكر. وقدمت الجهات الحكومية المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام بالشكل الذي يتوافق مع تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - ويتواكب مع ما يبذل من جهود ويسخر من إمكانات ويعد من برامج وخطط بهدف تحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء نسكهم بكل يسر وأمان وراحة واستقرار. وقد اكتظت اروقة المسجد الحرام بالمصلين وامتلأت ادواره وسطوحه وساحاته المحيطة وامتدت صفوف المصلين الى خارج الساحات، وانتشر رجال المرور في كافة الطرقات والميادين منفذين خطة العشر الأواخر حيث تم اغلاق المنطقة المركزية قبل الصلاة بساعة ومنع دخول السيارات اليها ليتمكن المصلون من اخذ راحتهم في الحركة داخل المنطقة المحيطة بالمسجد وأداء الصلاة بكل سهولة ويسر. وحرصت كافة القطاعات والأجهزة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام على تقديم افضل الخدمات بتضافر جهودها والتنسيق والتعاون فيما بينها للعمل بروح الفريق الواحد لأداء هذه الخدمة وتنفيذ الخطط التي أعدت وفق ماهو مرسوم لها مما يمكن الزوار والمعتمرين والمصلين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة. وفي السياق أوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أن الحركة المرورية اتسمت بالانسيابية والمرونة ولم يكن هناك أية اختناقات أو حوادث أوعرقلة في حركة السير حيث انتشر رجال المرور منذ الصباح الباكر في الطرقات والميادين ونقاط الفرز الداخلية والخارجية موجهين السيارات إلى المواقف. وأضاف العقيد الجميعي أنه تم تفريغ المنطقة المركزية وافساح المجال للمصلين قبل الصلاة بساعة وبعدها بساعة ليأخذ المصلون راحتهم في عباداتهم مؤكدا انه لم يسجل أي حادث. من ناحيتها قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتهيئة المناخ التعبدي لزوار بيت الله الحرام وجندت كل طاقتها البشرية والآلية لخدمتهم وتوجيههم وارشادهم ونشرت موظفيها على ابواب المسجد الحرام وفي المشايات والممرات لافساحها للمارة وعدم الصلاة فيها لتلافي حدوث اي ازدحام. كما قامت بتهيئة وفرش الساحات وقبو وسطوح المسجد الحرام وبدرومه لأداء الصلاة ، وكثفت اعمال النظافة في جميع انحاء المسجد الحرام وساحاته كما وفرت عدداً من عربات السعي للمحتاجين بالمجان اضافة الى العربات التي تعمل تحت اشراف الرئاسة بأجور محددة من قبل الرئاسة وعربات للمعاقين. فيما انتشر رجال القوة الخاصة لامن المسجد الحرام وقوات امن الحج والعمرة وقوات الدعم في جميع ارجاء الحرم الشريف وساحاته لمنع التدافع وتنظيم حركة الدخول والخروج ومراقبة الحركة كما تم تشغيل كافة الكاميرات في غرفة العمليات لمراقبة حركة المصلين ومناطق الزحام وتوجيه رجال الامن لأي موقع يشهد تزاحما او تدافعا، وافسحت المشايات والممرات المؤدية الى صحن المطاف للداخلين والخارجين من خلالها كما قام رجال الأمن المتمركزين في الأبواب بتنظيم حركة الدخول للحرم والخروج منه حتى لا يحدث أي تدافع وانتشروا في ساحات الحرم. وتواجدت فرق الهلال الأحمر في منطقة الحرم المكي الشريف مقدمة الخدمة الإسعافية لطالبيها من قاصدي بيت الله الحرام. كما استنفرت الشؤون الصحية كافة طاقاتها الشرية والآلية وزادت اعداد مقدمي الخدمة الطبية بالمراكز الصحية في الحرم ومستشفى أجياد. وأشار مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد سامي الجدعاني الى ان فرق السلامة الراجلة والراكبة انتشرت منذ الصباح الباكر تجوب المنطقة المركزية في جولات دورية حرصاً من الدفاع المدني على ان يكون هذا الموسم خاليا من اية حوادث والحمد لله لم يحدث أي حادث يستدعي تدخل رجال الدفاع المدني .