.وككل الأشياء التي تشيخ في قلب الإنسان، يشيخ الاشتياق، ويصاب الشغف بالملل، وتفتر روح العودة، ويصعب صنع حياة حاضرة مماثلة؛ لجمال فترات ماضية، لأن الاستنساخ في منهج اللحظات يعتبر أمرا محظورا، يفشل فور البدء بخلق واقع مزيف، ويلغي واقعا غاب قبل أن يسكن الزيف، لذلك لا يمكن العيش في حياة اللحظة خارج حدودها، سوى على هيئة أطلال لا تمتد عن حدود الحسرة. .عندما نمنح وعود الحب الأبدية؛ نكون غالبا تحت رحمة تأثير اللحظة، حيث يسلم العقل لها بالكامل، لكن الحياة تخبرنا دائما أن الأشياء - كالوعود - تتغير مع زوال ذلك الانتماء، لذلك؛ هذا يوجب علينا أن نعيد تعريف الحب، والوفاء، والخيانة، والغياب.. والعشق! .الاهتمام، أو افتعال الاهتمام، يأتي دائما لبرهنة افتراض الحب، لذلك غالبا ما يكون ثقيلا على أحد الأطراف، وسببا لغضب الطرف الآخر، لأن الأول يحاول تمديد فترة اللحظة قسرا.. والثاني يعيش الحياة بتلك الفترة! .نجيد الكذب على أنفسنا تحت غطاء الأحلام، ونؤجل حسم كل شيء تذرعا بالأمل، ونتقن فن العشق في الكلمات وحسب، ونعيش كما يحب الآخرون بحجة المجاملة.. ورغم كل هذا؛ نغضب من غياب الحياة عن حيواتنا. .نحن نغضب كلما بدأت ذواكرنا بالتآكل؛ ثم لا نلبث حتى نكتشف أن الحياة تبدو أجمل بالذواكر المقضومة، والوعود المنسية.. وقليل من الأصدقاء! .يقول محمد حسن علوان: "كان من الضروري أن يبقى ساعداي معقودين؛ حتى أترك لها حرية اختيار الطريقة التي ستحييني بها، في مكان مزدحم بالأعين، سواء كانت عناقا طويلا.. أو قبلة صغيرة على الخد". .ومع كل هذه الأشياء.. لا زال طفلا؛ ذلك الحب الذي خبأته لكِ في جيوب الأيام، لم يستجب للتقادم يوما، يكبر بكِ ولا يشيخ، يتلصصك بأنصاف أمل، يهتدي لكل الطرقات التي تسكنينها، ورغم ذلك.. لا يعرف لكِ طريقا! والسلام.