دخلت هدنة إنسانية لمدة 12 ساعة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ في قطاع غزة، حيث قتل 891 فلسطينياً منذ بدء العملية الإسرائيلية المستمرة على الرغم من جهود الأسرة الدولية التي أخفقت في انتزاع اتفاق لوقف أطول لإطلاق النار. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، بعدما أعلنت "حماس" فجر السبت موافقتها عليه ثم اعلان الجيش الإسرائيلي انه سيلتزم بهذه الهدنة. ويأتي هذا الاتفاق في اليوم التاسع عشر من الهجوم الذي أدى الى مقتل 39 اسرائيلياً، بينهم مدنيان وعامل زراعي تايلاندي منذ بدء حملة القصف الجوي في الثامن من تموز (يوليو) التي تلتها عملية برية في 17 تموز (يوليو). واكد الجيش الإسرائيلي ان "قبول هذه الهدنة لا يعني السماح للغزيين من سكان المناطق التي كان أمر باخلائها تمهيداً لمهاجمتها بأن يعودوا اليها". كما اكد ان قواته سترد اذا ما تعرضت لهجوم او أطلقت صواريخ من القطاع على إسرائيل. ويترافق وقف اطلاق النار هذا مع أجواء من التشاؤم، اذ ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان "الحكومة الأمنية المصغرة رفضت قبله وبالإجماع المشروع الذي عرضه كيري". ولكن من المفترض ان تستأنف الجهود الديبلوماسية السبت في باريس، حيث سيعقد اجتماع دولي بحضور وزراء خارجية الدول المعنية الكبرى. ويشارك فيه الى جانب كيري، وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي. وفي الجانب الاسرائيلي، نقلت الإذاعتان اإاسرائيليتان العامة والعسكرية عن مسؤولين قولهم إن "بنود الهدنة التي قدمها كيري تميل لمصلحة حماس". وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري ان الطرفين "لم يظهروا ارادة كافية للتفاوض والتوصل الى اتفاق". وكان مصدر قريب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح لوكالة "فرانس برس" ان "ما يرتسم حالياً هو هدنة إنسانية من سبعة أيام لإفساح المجال امام كل الأطراف للمجيء الى القاهرة وإجراء محادثات". ومع وقف إطلاق النار، يفترض ان تبدأ معالجة القضايا الأساسية والخلافات العميقة بين الجانبين. وسبق لإسرائيل أن أعلنت ان مهمة جيشها الذي بدأ عملية برية في غزة في 17 تموز (يوليو) هي تدمير ترسانة "حماس" وحليفتها حركة "الجهاد الإسلامي" وخصوصاً الصواريخ التي أدت الى مقتل اثنين من الإسرائيليين. اما الهدف الثاني للعملية الإسرائيلية، فهو الأنفاق التي تستخدمها "حماس" لشن هجمات في العمق الإسرائيلي. وحول هذه النقطة، حذر الجيش الإسرائيلي من انه "خلال هذه الهدنة ستتواصل الأنشطة العملانية لكشف وتدمير الأنفاق في قطاع غزة". لكن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون دعا أمس الجمعة جنوده الى البقاء مستعدين "لتوسيع كبير في العمليات البرية في غزة". من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة اليوم السبت ان حصيلة القتلى الفلسطينيين ارتفعت الى 891 منذ بدء العملية العسكرية وقبل بدء الهدنة الإنسانية.