"تلعب الاستراحة دورا مهما في حياة المواطن السعودي!" هكذا كنا نبدأ مواضيع الإنشاء في المرحلة المتوسطة، وكان المعلم يغضب غضباً شديداً لو قمنا بتغيير هذه "الكليشا". عموماً، لم تكن الاستراحة موجودة حينها لا بالشكل الذي نعرفه اليوم ولا بأي شكل آخر!! وكان من البديهي أن تجد سؤال الواجب لمادة التعبير آنذاك معنوناً بطلب استفزازي من النمط التالي: عبر عن زيارتك وأفراد أسرتك للبستان، أو عبر عن إجازة الربيع وبهجتها، أو اكتب موضوعاً شيقاً عن إجازة الصيف ومتعتها وفوائدها... إلخ. ومن الانصاف هنا أن أعترف بأني كنت أجد متعة كبيرة في تعذيب نفسي بالكتابة عن هذه المواضيع المستهلكة، والتي تزيدني كرها في كل ما هو جميل من ناحية معنوية، وكنا نضطر كأطفال لممارسة صنوف راقية من الكذب على الموضوع وعلى قارئه الوحيد (المعلم)، فنحن لم نكن نستمتع بإجازة الصيف كما يفعل غيرنا وذلك لأسباب مادية أو لأسباب مقيدة ضد مجهول حتى هذه الساعة، وأغلب رفاق الدراسة آنذاك كانوا يبقون حبيسي البيوت مع الأمهات والأشقاء والشقيقات، فيما يقوم الآباء بممارسة هوايتهم في الزواج الصيفي في الديار النائية ضمن أحد الاتجاهات الأربعة! المهم، أعتقد أنه لو طلب أحد معلمي مادة التعبير اليوم من تلاميذه أن يكتب موضوعاً يتحدث فيه بلغة إنشائية صقيلة عن (الاستراحة وفوائدها في العيد) لكتب الطالب نجيب النابه ما يلي: "تلعب الاستراحة دورا مهما في حياة المواطن، ففيها تلتقي الأسرة، خصوصاً في العيد، ويتسامر الأصدقاء ويمارسون الرياضة كلعب كرة القدم وكرة الطائرة. تحتوي بعض الاستراحات على مسبح وفيها تستمتع الأسرة بالسباحة وممارسة الوقوف في الماء. يوجد أشجار في الاستراحة وهي خضراء ونظيفة ويهتم بها المزارع في الحقول ويهتم بالمسبح نظيفاً. وفي الاستراحة تقام الأمسيات وتقام المسابقات التي تفيدنا وتنمي عقولنا وهي ممتازة جداً جداً ومفيدة للمواطن. وفي الاستراحة أيضاً يتم القبض على بعض الناس. وتقوم حسابات تويتر بالتشهير بالناس المقبوض عليهم، وهذا الأمر سيء جداً جداً، وهو ليس في مصلحة المواطن. يجب على المواطن ألا يرضى للآخرين ما لا يرضاه لنفسه. يجب على المواطن التسامح في أخلاقه. والمواطن بينما يستمتع بالطبيعة الخلابة في الاستراحة ويمارس رياضة كرة القدم المحببة والغالية على نفوسنا جميعاً مع أهله والناس الغالية على قلبه جميعاً، يجب ألا يبذر في استخدام الكهرباء في الكشافات والماء في الزرع. كذلك يجب على المواطن أن يتذكر عامل الاستراحة ويقدم له الطعام مثل الذي يأكله من أطايب الأطعمة التراثية اليومية: كالمثلوثة الشهية والمندي المقرمش وغيره من أنواع الطعام المفيدة للمواطن والطاقة الموجودة فيها. ويجب علينا في الاستراحة أن نساعد كبار السن، مثل: الجد، والجدة. حقاً أخي الطالب، تلعب الاستراحة دوراً مهماً في حياة المواطن."