أكدت الأميرة البندري بنت عبدالله بن محمد بن مقرن المشاري آل سعود مستشار نائب وزير التربية والتعليم الأسبق، أن المرأة السعودية لديها من الإمكانيات الكثير الذي يجعلها قادرة على تبوؤ المناصب، والمساهمة في عملية البناء والتطور بالمملكة، معتبرة ما تتولاه المرأة حاليا يناسب طبيعتها ويتفق مع تعاليم ديننا الحنيف. وتذكرت الأميرة البندري الحاصلة على دكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ذكريات رمضان الماضية، وكيف استطاعت أن تصوم في المرحلة الابتدائية رغم قساوة الطقس وحرارة الجو، مشيرة إلى أن الجيل الجديد حاليا منشغل بالتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الفضائيات، وحبذا لو تم استغلال ذلك تربويا.. فإلى الحوار: • حياتك الأسرية والعملية.. حدثينا عنها؟ متزوجة وأم لثلاث بنات، وكان آخر منصب أسند إلي قبل تقاعدي المبكر عام 1431هـ هو مستشار لنائب وزير التربية والتعليم، وقبله كنت أشغل منصب مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض للشؤون التعليمية. • ما هي أبرز المهام التي قمت بها خلال رحلة الحياة وتعتبرين نفسك خطيت فيها قصة نجاح تفتخرين بها؟ أولى المهام في رحلتي العملية كان تعييني معلمة، وبعدها بثلاث سنوات كلفت بالعمل وكيلة للمدرسة، وبعد حصولي على شهادة الماجستير كلفت بالعمل مشرفة تربوية للإدارة المدرسية واستمر ذلك إلى أن حصلت على شهادة الدكتوراة، حيث كلفت بالعمل مساعدة لإدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض، ثم صدر قرار تكليفي بالعمل مديرة لإدارة الإشراف التربوي، وتم تكليفي بعمل المساعد للشؤون التعليمية بالنيابة إضافة لعملي، ثم كلفت بعمل مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض للشؤون التعليمية على مدى أربع سنوات وخلالها كلفت برئاسة اللجنة المنظمة للقاء السنوي لمساعدي ومساعدات الشؤون التعليمية بالمناطق والمحافظات لعامين متتاليين، كما كنت عضوا في مجلس الوزارة أشارك في جلساته. وكنت سعيدة بمتابعتي للميدان التربوي ومشاركة بناتي والهيئة التعليمية لقاءاتهم واحتفالات تكريمهم، وحل ما يعترضهم من صعوبات، ولم يكن ليتم ذلك لولا فضل الله وتوفيقه أولا، ثم ما هيأته بلادنا لدعم مسيرة التعليم من جميع النواحي بما فيها مواصلة التعليم العالي، وكنت ومازلت مدينة لوطني بما أتاحه لي من فرص في حياتي العلمية والعملية، وعسى أن يكون ما قدمته جزءا من قضاء ذلك الدين. • ما هي أهم المشاريع في حياتك والتي تسعين لتحقيقها؟ من فضل الله أنه تحقق لي خلال رحلتي العلمية والعملية كثير مما كنت أطمح إلى تحقيقه. • حدثينا عن أول رمضان صمتيه، وكم كان عمرك؟ ابتدأت الصيام بعد المرحلة الابتدائية، وكان اليوم طويلا والجو حارا والدوام الدراسي السابعة صباحا. • لكل منا ذكريات في رمضان، حدثينا عن بعض ذكرياتك في هذا الشهر الكريم؟ مازلت أتذكر برنامج فوازير رمضان للأطفال وكنت حريصة جدا على حل تلك الفوازير، كما أتذكر صورة وكلمات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في برنامج على مائدة الإفطار، أيضا كنا نترقب برنامج مسابقات القرآن. ولا يفوتني أيضا مدفع السحور والإفطار وترقبنا له حين كنا صغارا لنشعر أهلنا ببداية الإفطار، أما صلاة التراويح والقيام فكنا نؤديها جماعة في المنزل، ولنا ختمة في نهاية الشهر حالنا كحال المساجد. • ليالي السمر في رمضان، كيف كنتم تقضونها في غياب الفضائيات التي سيطرت على الليالي؟ في السابق لم يكن هناك سمر في رمضان إلا في النادر، لأن الجميع كبارا وصغارا بحاجة لأخذ قسط من النوم قبل السحور كون رمضان كان دراسة منذ الصباح الباكر. • كيف تقضين يومك وليلتك في رمضان؟ مثلي في هذا الشهر مثل الكثيرين، فالنوم عادة بعد صلاة الفجر بساعة أو نحوها، إلى قبيل الظهر، ثم استدراك بعض الأعمال الخاصة والتعبدية مثل قراءة القرآن والدعاء إلى قبيل الإفطار، فضلا عن زيارتي لوالدي بعد صلاة التراويح إلى منتصف الليل، ثم الاجتماع مع أفراد العائلة، واستكمال العبادة حتى وقت السحور، نسأل الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال. • أطرف موقف مر بك ومازلت تتذكرينه حتى الآن؟ بقائي داخل الصف الدراسي حتى بعد خروج الطالبات لمنازلهن في يومي الدراسي الأول، في الصف الأول الابتدائي، لأن والدتي أوصتني من شدة شفقتها وخوفها علي أن لا أتعدى مكاني حتى حضورهم لأخذي في نهاية الدوام، فكان الحارس ينادي، وأنا أنتظر لم أخرج مما اضطر والدتي للحضور للمدرسة لتجدني داخل الصف، وكان جوابي لها أنك أكدت علي بذلك. • كيف ننقل معاني رمضان إلى صغارنا، ونفهمهم أنه ليس شهر الأكل والمشاهدة للفضائيات؟ الصغار المميزون يوضح لهم فضل رمضان، وفضل صيامه، وأنواع العبادة فيه مع تحفيزهم على المشاركة في ذلك بالقدوة الحسنة والكلمة الطيبة، علما بأن الجيل اليوم انشغل بالتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد الفضائيات هي المسيطرة، وحبذا لو استغل المربون والمشرفون على التعليم ذلك. • كيف تنظرين إلى المرأة السعودية وما وصلت إليه من مكانة ومناصب في عهد خادم الحرمين الشريفين؟ المرأة السعودية متميزة، لديها الإمكانات الكبيرة لتحقيق النماء والتطور للبلاد، وقد منحت حقها من التعليم وما ينمي إمكاناتها ومواهبها لخدمة دينها وبلادها، فعليها أن تكون على قدر المسؤولية التي منحت لها. • ما تعليقك على المقولة التي تقول: إن المناصب العليا ليس للمرأة السعودية فيها حظ؟ المرأة السعودية وليت من المناصب -ولاتزال- ما يناسب طبيعتها ويتفق مع تعاليم شرعنا الحنيف، وقد تبوأت منصب نائب وزير، ومدير جامعة، وعضو مجلس شورى، ووكيل وزارة، وغير ذلك كثير.