امتلأت أروقة وساحات المسجد الحرام أمس بكثافة المصلين الذين توافدوا إليه من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق، حيث ازدحمت أدواره وأسطحه وتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وامتدت صفوف المصلِّين إلى جميع الساحات والمناطق المجاورة للمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه. وأدى الزوَّار والعمَّار وقاصدو بيت الله العتيق نسكَهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان وفي جو روحاني مفعم بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، بفضل الله، ثم بفضل ما وفَّرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات، وجنَّدته من طاقات بشرية وآلية، ونفَّذته من مشروعات حيوية في سبيل تحقيق كل ما يمكِّن وفود الرحمن من أداء نسكهم وعباداتهم بيسر وأمان؛ إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- الذين يحرصون على توفير أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي هذه الديار المقدسة، منذ أن تطأ أقدامهم أرض هذه البلاد المباركة حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. واصطفت جموع المصلين في المسجد الحرام لأداء صلاة العشاء والتراويح في ظل رعاية شاملة وخدمات متميزة متكاملة وفَّرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، بمتابعة من الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الذي أكد أن خدمة المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام شرف كبير، وأن الجميع يعملون جاهدين لتحقيق أقصى درجات الراحة والتسهيلات لخدمتهم هذه الأيام؛ منوهًا بما يقدَّم للمعتمرين من خدمات كبيرة وما تم إنجازه من أعمال في توسعة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي استفاد منها ضيوف الرحمن في هذا الشهر المبارك. وكثَّفت الجهات المعنية جهودَها لتنفيذ خططها التي أعدتها لهذه الليلة، وجنَّدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وطاقاتها البشرية والآلية لتوفير سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام وتوعيتهم وإرشادهم وتوجيههم من خلال: الدروس الدينية، ومكاتب الفتوى المنتشرة في جنبات المسجد الحرام وساحاته، وتوزيع المطويات التوعوية والإرشادية والتوجيهية التي يحتاجها الزائر والمعتمر. ووفَّرت الآلاف من عربات السعي للمحتاجين وكبار السن والعجزة، وعددًا من العربات الكهربائية للسعي بالمجان، وخصصت ممرات للعربات منفصلة عن حركة الساعين بالمسعى، فضلًا عن سلالم كهربائية لذوي الحاجات الخاصة ونقل المصلين إلى الدورين الأول والثاني وسطح المسجد الحرام، إضافة إلى توفير ماء زمزم المبرَّد من خلال حافظات تتم تعبئتها وتوزَّع في جميع أروقة وأدوار وساحات المسجد الحرام وبدرومه وسطوحه، وكذا مجمعات ماء زمزم المنتشرة في رحاب المسجد الحرام، علاوة على المشربيات ومجمعات ماء زمزم الواقعة في ساحات المسجد الحرام. كما دعَّمت أعمال النظافة والصيانة والتشغيل من خلال زيادة عدد العاملين لمواجهة الأعداد الكبيرة في هذه الليلة من المعتمرين. وأعدت أمانة العاصمة المقدسة خطة لتقديم خدماتها في هذه الليلة المباركة، ركزت فيها على تكثيف أعمال النظافة والصيانة وزيادة عدد العمال القائمين بأعمال النظافة لرفع النفايات ونقلها من المنطقة المركزية أولًا بأول على مدار الساعة، كما تم تخصيص العديد من الفرق للقيام بعملية الرش لمكافحة الحشرات إضافة إلى سيارات الرش، وكذلك تشكيل عدد من اللجان للقيام بجولات ميدانية؛ لمراقبة الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية والمطاعم، بهدف التأكد من توافر الشروط الصحية اللازمة بها وأخذ العينات وفحصها بمختبر الأمانة. وجهَّزت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة المستشفيات والمراكز الصحية كافة لاستقبال المرضى. وتضاعف الجهد بالمراكز الصحية داخل المسجد الحرام وتوفير المستلزمات الطبية من أدوية وغيرها. كما تأهبت أقسام الطوارئ لاستقبال أي حالات طارئة وتقديم الخدمات العلاجية لها. فيما حرص الهلال الأحمر السعودي بالعاصمة المقدسة على زيادة الفرق بالمنطقة المركزية، إضافة إلى الدراجات النارية التي تجوب المنطقة المركزية والساحات المحيطة بالمسجد الحرام مجهزة طبيًّا لتقديم خدماتها الإسعافية لطالبيها. وكثَّفت قوات الدعم جهودها لتغطية جميع المشايات الطولية والعرضية المؤدية إلى المسجد الحرام من خلال انتشار رجال الأمن في جميع الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام؛ لتنظيم الحركة في هذه الساحات، فيما استخدمت القوة لافتات إرشادية توضح الاتجاهات وأماكن الانتظار وذلك بأكثر من لغة، كما حرصت القوة على منع التدافع وعدم تداخل القادمين والخارجين من وإلى المسجد الحرام. ونسَّقت قوة أمن الحرم جهودها لحفظ أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات والمشايات المؤدية إلى المسجد الحرام، ومراقبة السعي والطواف، ومنع الجلوس والصلاة في صحن المطاف والمشايات، وإعطاء أولوية دخول صحن المطاف للمحرمين من المعتمرين، وتحويل المصلين إلى أروقة المسجد الحرام وأدواره وسطوحه وساحاته وبدرومه، وكذلك مراقبة حركة رواد بيت الله الحرام من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة في المسجد الحرام المرتبطة بغرفة المراقبة وغرفة العمليات لمتابعة أوضاع الزوار والمعتمرين داخل المسجد الحرام وساحاته. واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة رغم الكثافة الكبيرة في أعداد المركبات القادمة إلى مكة المكرمة، ولم تحدث أي اختناقات أو حوادث مرورية تُذكر ولله الحمد والمنة؛ حيث استحدثت إدارة مرور العاصمة المقدسة عددًا من نقاط الفرز والتحكم لعزل مركبات الخدمات عن المشاة، خاصة في أوقات الصلوات؛ حفاظًا على سلامة المارة، وتم تخصيص مواقف خارجية هي مواقف طرق: الكر-الهدا والسيل والنوارية والليث وجدة-مكة السريع، إلى جانب توفير حافلات نقل عام لهم، أمّا المواقف الداخلية التي تم تخصيصها فهي مواقف كدي وجرول والرصيفة وأم القرى والجمرات، حيث تستوعب أكثر من (45,000) مركبة، مع التركيز على الطرق الترددية؛ من أجل ضمان السرعة والسلاسة في نقل المصلين والمعتمرين والحركة الترددية بعد صلاة التراويح، عبر طرق: الملك عبدالعزيز، المظلات باب علي، أنفاق الملك عبدالعزيز، الملك عبدالله الموازي الجديد من مواقف الرصيفة الجديدة إلى منطقة الحرم الشبيكة والسوق الصغير. ونفَّذت المديرية العامة للدفاع المدني الخطة التفصيلية لمراحل الذروة بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك وختم القرآن الكريم؛ حيث تضمنت: زيادة عدد نقاط قوة الدفاع المدني بالحرم الشريف، ونشر عدد من الوحدات الثابتة والمتحركة على جميع الطرق المؤدية لها، وتسيير الدوريات الراكبة؛ لتفقد اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان المعتمرين والمنشآت التجارية وشبكات الأنفاق لرصد أي مخالفات تهدد سلامة المعتمرين والزوار والعمل على إزالتها فورًا. ونشر الدفاع المدني والوحدات الإسعافية الفرق في جميع أرجاء المسجد الحرام والساحات المحيطة به؛ لتقديم الخدمات الإسعافية العاجلة للمرضى وكبار السن الذين قد يتعرضون للإجهاد أو الإصابة بفعل الزحام، والاستفادة من فرق الدراجات النارية في سرعة مباشرة بلاغات الحوادث في المناطق المزدحمة في محيطهما. ورصدت مراكز عمليات الدفاع المدني حركة الزوار والمعتمرين على مدار الساعة من خلال عدد كبير من الكاميرات التليفزيونية التي تبث صورًا حية للمنطقة المركزية المحيطة بالحرم، ونقل صور مباشرة لتوجيه الوحدات والفرق الميدانية لمناطق الزحام والتكدس، مع الاعتماد بدرجة كبيرة -بعد الله- على استخدام التقنيات الحديثة عبر منظومة متكاملة من أنظمة الاتصالات والمعلومات. وزيد عدد الشاشات التليفزيونية واللوحات الإرشادية لتوعية الزوار والمعتمرين بمتطلبات السلامة، بما في ذلك لوحات مترجمة، وبث رسائل الـsms لتنظيم حركة التفويج من الفنادق إلى الحرم؛ لتجنب المخاطر الناجمة عن تزايد أعداد المعتمرين والمصلين بعد امتلاء المطاف والمسعى. رابط الخبر بصحيفة الوئام: في ليلة السابع والعشرين ..الكعبة تشع والخشوع يخيم على قاصدي بيت الله الحرام