مودة الفؤاد التّسَوُلْ ... والمَنْطِقَة المَرْكَزِيّةْ نبيه بن مراد العطرجي شَهر رَمضان المبارك شَهر خَير لِكل أبنَاء الأمّة المحَمدية مُنذ بِعثة هَادي البَشرية سَيدنا محَمد – صَلى الله عَليه وسَلم – وَمع إطْلالة هِلاله يَقصد القَاصي والدَاني بَيت الله الحَرام مُعتمرين وزَائرين وعَاكفين طَلباً لرضَا الله وجَني وَفير الحسنَات مِن ذَلك كَون هَذا الشّهر مَنبع الخَير الوَفير ، ورُغم أنّ الموْلى فِي هَذا الشَهر كَما ثَبت فِي الصحيحَين عَن أبِي هُريرة رَضي الله عَنه أنّ رسُول الله صَلى الله عَليه وسَلم قَال : ( إذَا جَاء رمضَان فتِحت أبوَاب الجَنة ، وغلِقت أبوَاب النَار ، وصُفدت الشيَاطين ) وفِي روَاية : سُلسلت ، وفِي روَاية عِند الترمِذي وإبنْ خُزيمة : ( إذَا كَان أوّل لَيلة مِن شَهر رمَضان صُفدت الشيَاطين ومَردة الجِن ) لِينعم الإنسَان بِراحة تُعينة عَلى العِبادة ، إلا أنّ شَياطين الإنس تتَجول دَون خَوف فِي شَهر العِتق مِن النِيران ، وأكثَر مَا يقُومون بِه فِي هَذه الأيَام المبَاركة التسّول طَلباً لجَمع مَا يُمكن جَمعة مِن مِال سَهل الكَسب بِغير مَا أحَل الله ، فَيكثر عَدد المتَسولين فِي جَميع أنحَاء البَلد ، ويَزداد عَددهم فِي المنْطقة المركَزية للحَرم المكِي الشَريف مِن جِنسيَات مُختلفة غَالبيتهُم مِن مُخالفي الأنظِمة وقِله قَليله مِن أبنَاء الوَطن ، وقَد وَجة أمِير مَنطقة مَكة المكرمَة فِي وَقت سَابق بتشكِيل لجنّة لوَضع الحِلول العَاجلة للحدْ مِن ظاهِرة التَسول ، وآلِية مُناسبة للتعامُل مَع المتسولِين مِن الأطفَال والنسَاء الذِين يَتم إستغلالهمْ لإستدرَار عَطف المواطنين والمقِيمين والزائِرين ، ويُعد مَكتب مُكافحة التَسول ومَركز إيوَاء الأطفَال الأجَانب بالعَاصمة المقَدسة هُو الجِهة التِي تَستقبلهم لإكمَال مَا يَجب تِجاههم حَسب النِظام ، ودرَاسة حَالاتهم فِي حَال كَونهم سعوديين ، وقِيام البَاحثين الإجتِماعيين لدَيهم بإجراء البحوث الاجتماعية لمعرفة أوضاعهم ، ومسَاعدتهم مِن قِبل جِهات أخْرى ، وأولَت الجِهات المعنِية الثمَانية المشَاركة فِي اللجنّة بِإشراف إمَارة مَنطقة مَكة المكرمَة إهتمَاماَ بَالغ فِي القضَاء عَلى ظَاهرة التَسول التِي يَتخذها أولئك النَاس مِهنة تَدر عَليهم المالْ الوفِير ، وبَذلت مجهودَات مِيدانية مَلموسة فِي القضَاء عَلى هَذه الظاهِرة لموسِم هَذا العَام 1435هـ حَتى أنّ لَيالي رَمضان المنصرِمه أفتَقدت بِنسبة عَالية جِداً ظَاهرة التَسول فِي المنطقَة المركزِية ، وبَاقي أنحَاء الحَرم المكِي الشرِيف . فَهنيئاً لِكل مَن سَاهم فِي القَضاء عَلى هَذه الظاهِرة السِلبية الخَطيرة الممقُوتة التِي تَدل عَلى ضُعف ثَقافة مُمارسيها . لَا تَسألن بَني آدمْ حَاجة * * * وَسل الذِي أبوَابه لَا تحجَب الله يَغضب إنْ ترَكت سُؤاله * * * وبَني آدمْ حِين يُسأل يغْضب --------------------------------- مقالات سابقة http://www.makkahnews.net/articles.p...articlesid=45