إذا اتفقنا أن نسبة من الذكاء مكتسبة وتعتمد على على التنشئة والبيئة وتكامل الحواس واستخدام هذه الحواس لاستقاء المعرفة، فإننا يمكننا أن نناقش أسلوبنا في التعرف على ما حولنا. كيف نتعلم طريقة التفكير الصحيحة؟ وهل هناك طريقة تفكير صحيحة؟ كيف نفكر أصلا؟ كيف نستقبل المعطيات من حولنا ونحللها ذهنيا ثم نربطها باسم أو شيء ما في الذاكرة ونتعرف عليها؟ لنسأل السؤال بطريقة أخرى ولنتحدث عن الأشكال والأجسام، كيف يفرق عقلنا بين الجسم الثلاثي الأبعاد الموجود أمامه، وبين صورة تمثل نفس الشكل؟ بمعنى كيف يفرق بين وردة في إناء موجودة أمامه، وبين لوحة لورود متجمعة؟ كيف يعرف أن الأولى حقيقية والأخرى أحادية الأبعاد مقتبسة؟ هنا هو يستقي المعلومة من عينيه حيث يرى نفس المشهد، لكن الحواس الأخرى لها دور، حاسة الشم، حاسة السمع ، اللمس، أيضا التعرف الذهني على الخيال للأجسام والأشكال الحقيقية مقارنة بتلك المرسومة أو المصورة هذه كلها عوامل تساعد العقل على التفريق بين ما يشاهده أو بين ما يصله من إرساليات وصور ومشاهد. بعد ذلك يبدأ العقل في ثوان في التعرف على ما شاهده وربطه بمسمى في الذاكره أو بمفهوم ذهني معين. هذه العملية التي اختصرتها بطريقة مشوهة تحتاج إلى كم كبير من الخلايا العصبية المتواصلة التي تتفاعل مع بعضها لتشكل شبكة معرفية داخل أجسادنا. مرة أخرى.. كيف نفكر؟ ما هي الأماكن والخلايا في عقولنا التي تضيء شمعة عندما ننشغل في التعرف على صورة ما أو نغمة موسيقية أو صوت ما أو جملة؟ هل تختلف هذه الخلايا باختلاف المصدر المعرفي؟ وما هي العمليات الحيوية التي تحدث داخل هذه الخلايا أثناء تعرفنا على الأشياء ومحاولة استحضار اسمها من الذاكرة أو التعامل معها؟ وكيف يمكننا في ثوان أن نقرر أن نبتعد عن خطر نراه بأعيننا أو نقف لتحية شخص نعرفه أو ندخل في حديث أو حوار نستحضر فيه معلومات ذهنية كانت مخبأة هنا أو هناك داخل عقولنا؟ أسئلة كثيرة عن تصرفاتنا اليومية يحاول العلماء من خلالها معرفة هذا اللغز المسمى العقل البشري.