ونحن على مشارف نهاية الموسم الرمضاني، وفي ظل الحديث عن سقوط مسلسلات النجوم الكبار، والتي تدور في فلك النجم الواحد، يمكن الحديث عن مسلسلات فنانين شباب ومخضرمين سرقوا الأضواء في هذا الموسم، كمسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم، والمأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للكاتبة الراحلة فتحية العسال. ومن المسلسلات التي حظيت بإشادات النقاد والجمهور على حد سواء المسلسل المثير للجدل «السبع وصايا»، وهو التجربة المشتركة الثانية للمؤلف محمد أمين راضي والمخرج خال مرعي، بعد تجربتهما الأولى «نيران صديقة» في الموسم الماضي، والمسلسل بطولة جماعية لكل من رانيا يوسف وصبري فواز وسوسن بدر وهنا شيحة ومحمد شاهين ووليد فواز وأيتن عامر وهيثم أحمد زكي. يصعب تصنيف هذا العمل بسبب نزعته الفنتازية على غرار أدب الواقعية السحرية، ويتمحور حول صراع سبعة إخوة فقراء على ميراث أب يحتضر، حيث تختفي جثة الأب بعد اشتراك الأبناء السبعة في قتله، ويتفرّقون في ست مدن، وتتسارع الأحداث في كل حلقة على إيقاع خيوط درامية متشابكة، وإن كان يعاب على المسلسل الإفراط في مشاهد لجوء جميع أبطاله بدون استثناء إلى الأولياء، مما جعل بعض النقاد يتهمه بالترويج للشعوذة والدجل. لقد وُفق المخرج في التحكّم في إدارة الممثلين باقتدار، ففجّر طاقاتهم التعبيرية في مختلف مشاهدهم، لكن يمكن الإشادة بشكل خاص بتميّز دور وليد فواز(عرنوس)، والذي لفت إليه الأنظار من خلال مشاركته في الموسم الماضي في مسلسل وحيد حامد «بدون ذكر أسماء»، وقد شكل مع الفنانة هنا شيحة (إم إم) أجمل وأشهر قصة حب رومانسية على الإطلاق في دراما هذا الموسم، فمنحا المسلسل الكثير من العذوبة والألق، التي خففت من حدة جرأة المسلسل. ومن عوامل نجاح «السبع وصايا» تتر المسلسل، والذي كان عامل جذب منذ الوهلة الأولى، وهو من أشعار محيي الدين بن عربي.