إسلام آباد: «الشرق الأوسط» شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس على ضرورة أن تعمل الطائرات الأميركية من دون طيار وفقا للقانون الدولي. وأثار بان هذه القضية خلال زيارة له إلى باكستان خيم عليها تجدد التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي بسبب إقليم كشمير، لكن تضمنت أيضا إثارة مسألتي التعليم وعمليات حفظ السلام الدولي. وتحدث بان عن عمليات الطائرات من دون طيار «الدرون» في كلمة في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في إسلام آباد حيث افتتح مبنى جديدا، وقال: «كما قلت باستمرار وفي أغلب المناسبات فإن استخدام الطائرات من دون طيار المسلحة يجب أن يخضع كأي سلاح آخر للقانون الدولي الراسخ بما في ذلك القانون الإنساني الدولي». وأضاف وسط تصفيق الحضور أن «هذا موقف واضح جدا للأمم المتحدة. يجب أن يتم بذل كل جهد لتجنب الأخطاء والضحايا المدنيين». وشنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مئات الغارات بالصواريخ باستخدام طائرات «الدرون» استهدفت مسلحين مشتبها بهم في مناطق شمال غربي باكستان منذ 2004، في حملة تتسبب في توتر العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن. وتعتبر واشنطن تلك الغارات أداة مهمة في القتال ضد مسلحي تنظيم القاعدة وطالبان، إلا أن إسلام آباد تدينها وتعتبرها انتهاكا لسيادتها وللقانون الدولي. وفي مايو (أيار) الماضي السابق وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيهات صارمة لاستخدام عمليات طائرات الدرون. ويقول مكتب الصحافة الاستقصائية في بريطانيا إن واشنطن شنت نحو 400 غارة بطائرة من دون طيار في باكستان منذ 2004 أسفرت عن مقتل 3500 شخص من بينهم مئات المدنيين. وأشاد بان كي مون، من ناحية أخرى، بدور باكستان في جهود حفظ السلام في العالم، إذ يشارك أكثر من 8000 جندي باكستاني في هذه المهام. وقال إن «هناك باكستانيا من بين كل 10 من جنود حفظ السلام، ومشاركة باكستان تعد مهمة للغاية في مهام حفظ السلام». وتساهم باكستان وحدها بعشرة في المائة من قوات الأمم المتحدة، كما أكد قائد عمليات الجيش الباكستاني الجنرال أشفق نديم. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى إسلام آباد أمس في زيارة تستغرق يومين في حين يشتد التوتر مجددا بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير المتنازع عليها. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس إلى «بداية جديدة» مع الهند لتتمكن القوتان النوويتان الكبيرتان اللتان تتنازعان السيادة على كشمير من أن تصبحا يوما «صديقتين». وقال شريف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الباكستانية «لنتوجه إلى بداية جديدة. لنجلس معا لكي نحل كل مشكلاتنا بطريقة ودية وفي أجواء سلمية». وجاءت تصريحات نواز شريف هذه بعدما اتهمت الهند الأسبوع الماضي باكستان بقتل خمسة من جنودها عند حدود كشمير بينما تكثف تبادل الطلاق النار بين جنود البلدين منذ الأحد. واستدعت باكستان الاثنين نائب رئيس المفوضية العليا الهندية إلى إسلام آباد إثر «انتهاكات» اتفاق وقف إطلاق النار من جنود هنود أدت إلى مقتل مدني باكستاني. وعلى الرغم من التوتر الباكستاني - الهندي الأخير، قالت الأمم المتحدة إن زيارة الأمين العام تركز على جهود التعليم وتأتي في سياق التعبئة الدولية لـ«يوم ملالا العالمي»، في إشارة إلى اليوم الذي أعلن تكريما للناشطة الباكستانية من أجل حق البنات في التربية ملالا يوسفزاي التي نجت السنة الماضية من اعتداء لحركة طالبان. وكانت ملالا ألقت كلمة مؤثرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي تعهدت فيها بمواصلة العمل على المساواة بين المرأة والرجل في مجال التعليم. وطبقا لإحصاءات الأمم المتحدة والحكومة الباكستانية فإن نحو نصف جميع الأطفال في باكستان وثلاثة أرباع الفتيات غير مسجلين في المدارس. ومن المفترض أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الأربعاء في الذكرى السادسة والستين لاستقلال باكستان رئيس الوزراء نواز شريف والرئيس آصف علي زرداري.