اختلفت القصص الإنسانية المؤلمة لدخول بعض المواطنين السجن على ذمة قضايا حقوقية وديات، لكن المطلب الأول الذي اتفق عليه نزلاء شعبة الإصلاحية بمكة المكرمة خلال زيارة «المدينة» لهم أمس هو رغبتهم في تدخل أهل الخير والموسرين لقضاء ديونهم وقضاء بعض العشر الأواخر من الشهر المبارك وأيام العيد بين الأهل. ورصدت الجولة على ملامح الموقوفين مظاهر الاشتياق ممزوجة بالعديد من الأمنيات حيث لم يتمالكوا أنفسهم وهم يتحدثون مع أول سؤال وجه لهم عن مدى حنينهم لأسرهم ولم يستطع الكثير منهم الإجابة وانهمرت من عيونهم الدموع ولسان حالهم يدعو ويرجو من الله العلي القدير أن يسخر لهم أهل الخير والبر والإحسان لمساعدتهم ودفع الديات والديون عنهم وإخراجهم من سجنهم حتى يتسنى لهم قضاء فرحتين مع ذويهم فرحة العيد وفرحة الخروج من السجن ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية كما كانت في السابق. يعول 4 أبناء و3 أيتام في البداية تحدث الموقوف هاشم محمد الكريدمي -سعودي الجنسية- يبلغ من العمر 46 عامًا متزوج وله 4 أبناء ويرعى 3 أيتام تحت كفالته. وقال: إنه يعمل معلمًا ومطالب بمبلغ وقدره ٤١١.٦٠٠ ألف ريال لقاء سيارات وأجهزة كهربائية أقساط لعدة دائنين حيث تم توقيفه منذ بداية شهر رمضان الحالي على ذمة مطالبات مالية من عدة أشخاص حصلوا على صكوك واجبة الوفاء عبارة عن ديون نتيجة الإيجار والتزامات يومية واحتياجات أسرته ووالدته الطاعنة في السن التي يرعاها. ويقول إنه يتمنى من الله العلي القدير أن يكون ممن يشملهم العفو أو أن يسخر له أهل الخير في تسديد دينه حتى يستطيع العودة إلى أبنائه. دية حادث مروري أما الموقوف فهد منصور الدوسري -سعودي- من سكان مكة المكرمة متزوج وله 12 ابنًا وابنة بالإضافة إلى والدته الطاعنة بالسن فيشير إلى أنه مطلوب بمبلغ ٦٠٠ ألف ريال لقاء دية ناتجة عن حادث مروري وتاريخ توقيفه ١٤٣٥/٨/٢٦هـ ولا يدعي الإعسار وعاجز عن سداد المبلغ حيث يعتبر العائل الوحيد لأسرته ويقوم بشؤونها. ويقول إن سبب دخوله السجن يرجع إلى تسببه في حادث سير توفي على إثره شخصان مواطن ومقيم وطالب ذووهم بالدية الشرعية ومن هنا بدأت معاناته مع السجن مبينًا أنه موقوف منذ 4 أشهر حيث يبلغ مجموع الدية التي صدر الصك الشرعي عليها 600 ألف ريال بواقع 300 ألف ريال لكل شخص. وأشار إلى أنه لا يملك المبلغ وليست لديه القدرة المالية على دفعها مما تسبب في توقيفه متمنيًا من أهل البر والاحسان أن يساعدوه في دفعها وإخراجه من السجن كي يعود لوالدته وزوجته وأبنائه الذين ليس لهم عائل بعد الله غيره يعولهم ويقف على احتياجاتهم. بسبب الأجهزة الكهربائية ويتحدث الموقوف أحمد محمد أبو العجار سعودي الجنسية عن مأساته داخل السجن بأنه متزوج وله 4 أبناء ووالده توفي وهو في السجن ومطالب بمبلغ وقدره 169.550 ألف ريال. وتم اعتماد السداد عنه علما بأن سبب الدين هو قيمة أجهزة كهربائية لعدة دائنين وعددهم ١٠ أشخاص قضيته عبارة عن صكوك شرعية صدرت ضده لصالح مجموعة أشخاص أوقف على إثرها منذ سنتين وأسرته ليس لها عائل بعد الله سبحانه وتعالى سواه، ويرجو من الله العلي القدير أن يسخر له من رجال المال والميسورين أن يساهموا في اخراجه والدفع عنه حتى يتسنى له العودة إلى أسرته والتي تحتاج إلى رعاية واهتمام. زيادة الدية إلى 600 ألف ويشير الموقوف عماد عطية الزهراني سعودي الجنسية إلى أنه أطلق من قبل الحقوق المدنية وذلك بسبب توجيه المحكمة العامة بمكة المكرمة لمتابعة اعساره خارج السجن. وقال قبل قرار اطلاق سراحه إنه موقوف على إثر مطالبات دية بعد أن قدر الله عليه حادثًا مروريًا عام 1429هـ توفي على إثره 3 أشخاص امرأتان ورجل وتم احتساب 100 ألف ريال دية للرجل و100 ألف ريال دية للمرأتين بواقع 50 ألف ريال لكل امرأة وصدر صك شرعي بدفعه الدية عندما كانت الدية تحتسب على النظام القديم حيث تكفل في حينها فاعل خير بدفعها بعد توقيفه عامًا كاملًا. وأشار إلى أنه بعد خروجه تم استدعاؤه مرة أخرى وافهامه أن المبلغ تغير وتم تعديل المبلغ ورفعه إلى 600 ألف ريال بالإضافة إلى 50 ألف ريال تلفيات حيث بلغ مجموع المدد التي تم ايقافه فيها عامان. وأوضح أنه العائل الوحيد لوالدته وأخواته الثلاثة كما أنه طالب جامعي في الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في المستوى السادس وناشد رجال الخير أن يساعدوه في تفريج كربته في هذا الشهر الفضيل ليعود إلى والدته وأخواته الذين لا عائل لهم بعد الله سبحانه وتعالى سواه وأمله في الله كبير أن يسخر له من يخرجه من محنته. ولدت زوجته وهو في السجن وأمنيته الخروج قبل العيد: لدي ابن وحيد وبين الموقوف سليمان هاشم الجحدلي سعودي الجنسية أنه متزوج وله ابن وحيد ومطالب بمبلغ وقدره ٤٠٠ الف ريال قيمة دية ناتجة عن حادث مروري وتاريخ توقيفه ١٤٣٥/٤/٢٣ وعاجز عن السداد ويقول إنه دخل السجن على إثر صدور صك شرعي عليه بدفع دية بالغة 200 ألف ريال إثر وفاة شخصين نتيجة حدوث حادث مروري عليه توفي على إثره شخصان حيث حكم عليه في بداية القضية بدفع الدية حسب النظام القديم لاحتساب الديات. ويضيف: «قام أحد فاعلي الخير بدفع المبلغ عني بعد أن تم ايقافي 7 أشهر وبعد مرور عام على الحادث تم رفع المعاملة مرة أخرى حيث صدر حكم آخر عليه بدفعه والبالغ ٤٠٠ ألف ريال قيمة دية ناتجة عن حادث مروري وجرى توقيفي وعاجز عن السداد ولا أملك المبلغ وأملي في الله ثم في أهل الخير والاحسان أن يساعدوني في كربتي ويسهموا في تسديدها عني في هذا الشهر الفضيل لأعود إلى والدتي وزوجتي وابني». من جهته أوضح الناطق الإعلامي للمديرية العامة للسجون الرائد عبدالله الحربي أن اللجنة اعتمدت الإفراج عن اثنين ممن انطبقت الشروط بحقهم وهم عماد الزهراني وأحمد أبو العجار. شكر واجب تتقدم «المدينة» بالشكر الجزيل إلى مدير عام السجون اللواء إبراهيم بن محمد الحمزي ومدير سجون العاصمة المقدسة العقيد صالح بن علي القحطاني ومدير إدارة سجن الإصلاحية المقدم بن خضران الزهراني وقسم العلاقات العامة بسجون العاصمة المقدسة على تعاونهم مع الصحيفة وتسهيل مهمة المحرر والمصور خلال لقائهم السجناء لنقل معاناتهم للمجمتع. المزيد من الصور :