في سياق معركة غزّة 2014، برز اهتمام إسرائيلي كبير بنوع من الصناعات الإلكترونيّة باتت تمتلكه المقاومة، يتمثّل في صناعة طائرات من دون طيّار تعرف باسم «درون» Drone، إذ أعلنت «كتائب القسّام» نجاح مهندسيها فى صنع طائرات «درون» أطلقت عليها اسم «أبابيل 1». وهاجمت المقاومة إسرائيل بسرب مكوّن من ثلاث طائرات متنوّعة مختصّة في الاستطلاع والهجوم والقصف. وأنجزت إحدى تلك الطائرات مهمات محدّدة فوق مبنى «وزارة الدفاع الإسرائيليّة» في تل أبيب. وصوّرت المقاومة العملية الجويّة، ثم نشرت شريط فيديو عنها على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي. واعترفت إسرائيل بالعملية بطريقة غير مباشرة عبر إعلانها إسقاط إحدى الطائرات بصواريخ «باتريوت» فوق سواحل جبل الكرمل، وفق ما ذكره موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي. ويعتبر نجاح المقاومة الفلسطينيّة فى تصنيع طائرات تحوز إمكانات تقنيّة متطوّرة، على رغم الحصار وضعف الإمكانات، ضربة معنويّة لإسرائيل. وتملك دول قليلة القدرة على صنع طائرات الـ «درون» من النوع الحربي، على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران. وتملك الولايات المتحدة ما يزيد على 7 آلاف طائرة «درون»، بل باتت تستخدم أداة رئيسيّة في «الحرب على الإرهاب» وتوجيه الضربات إلى تنظيم «القاعدة». كما رصدت الولايات المتحدة موازنة مقدارها 5 بلايين دولار في عام 2012 لتطوير تلك الصناعة المعقدة. وكذلك طوّرت إسرائيل طائرة «درون» حربيّة متقدّمة تحمل اسم «آي أي آي إيتان» IAI Eitan (تعرف أيضاً باسم «هيرون تي بي» Heron TP) في مشروع بلغت كلفته 35 مليون دولار، وهي قادرة على الوصول إلى إيران والتحليق قرابة 20 ساعة. ومن المستطاع القول إن الأبعاد الإلكترونيّة في معركة غزّة 2014، حملت جانباً معنويّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً واضحاً. كما استطاعت المقاومة أن تبرز إمكانات كبيرة في ذلك المجال المعقّد، على رغم التقدّم الضخم الذي تحوزه إسرائيل تقنيّاً وعلميّاً ومعلوماتيّاً. هل تصبح الحروب الإلكترونيّة وساحاتها الافتراضية، هي الشكل المقبل للمعارك في الصراع العربي - الإسرائيلي؟