تمكن مقاتلو المعارضة السورية في الفترة الأخيرة من دفع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خارج المناطق المحيطة بدمشق إلا أن هؤلاء ما زالوا يدافعون عن مواقعهم في ثلاثة أحياء في جنوب العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وفي معركة أطلقوها منذ ثلاثة أسابيع، تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق، من أربع بلدات جنوب شرق دمشق هي مسرابا وميدعا في الغوطة الشرقية إضافة إلى يلدا وبيت سحم، بحسب المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن مقاتلي التنظيم "تراجعوا إلى أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم في جنوب دمشق"، مشيرا إلى أنهم يتمتعون "بوجود قوي في هذه الأحياء". وأشار المرصد إلى أن معارك عنيفة اندلعت فجر أمس بين عناصر "داعش" ومقاتلي المعارضة، في حيي الحجر الأسود والقدم. وأشار عبدالرحمن إلى أن "مقاتلي المعارضة يريدون إنهاء وجود الدولة الاسلامية في المناطق المحيطة بدمشق". وكان "داعش" أعلن أول من أمس أنه قتل 300 عنصر من النظام السوري في عملية السيطرة على حقل الشاعر للغاز الخميس الماضي، بينما استعاد النظام أجزاء واسعة من الحقل الواقع في وسط البلاد في عملية عسكرية يشنها منذ الجمعة الماضي. وعرض حساب "ولاية حمص" التابع لـ"داعش" على موقع "تويتر" ليل الأحد "تقريرا مصورا عن غزوة حقل الشاعر"، قال فيه إن "المعارك أسفرت عن مقتل ما يزيد عن ثلاثمئة نصيري"، في إشارة إلى أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. ونشر التنظيم 81 صورة تعود إلى "جيف قتلى الجيش النصيري في غزوة تحرير حقل شاعر"، أظهرت رجالا غالبيتهم يرتدون الزي العسكري، وهم جثث ملقاة على الأرض. وبدت ثلاث جثث على الأقل وقد قطعت رؤوس أصحابها، ووضع رأس أحدهم بين رجليه. كما ظهرت جثة مقطعة الأطراف. وظهرت على الجثث آثار إطلاق رصاص في الرأس أو الصدر أو الوجه. وبدت جثة متفحمة. وكان المرصد السوري أشار إلى أن عدد قتلى الهجوم على الحقل الواقع شرق حمص، بلغ 270 شخصا بينهم 11 موظفا، والباقون من عناصر النظام والدفاع الوطني والحراس. وأشار إلى أن العديد منهم أعدموا ميدانيا. وفي حين لم تقدم السلطات أو وسائل الإعلام الرسمية حصيلة للهجوم، نقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام، أن الحصيلة هي "نحو 60 بين عناصر الجيش ولجان الدفاع الوطني". وقال التنظيم إن الحقل هو من " أكبر وأهم حقول الغاز بالنسبة للنظام النصيري"، وأن عدد الجنود فيه كان "ضخما". وأضاف أن النظام أرسل تعزيزات "فما كان من الإخوة إلا أن تصدوا وكبدوه خسائر ضخمة". وكان رامي عبدالرحمن أفاد في وقت سابق بأن القوات النظامية "تقدمت واستعادت أجزاء واسعة منه (الحقل)، والاشتباكات تتواصل على أطراف الحقل وفي محيطه". وأكد مصدر أمني سوري أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة". وقتل في معركة استعادة السيطرة التي بدأت الجمعة، 40 عنصرا من "داعش"، و11 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد.