يستحق المُشاهد السعودي جائزة (الأوسكار)،كأكثر (مُتابع) يُقاطع في العلن، ويشاهد في الخفاء؟! والدليل على ذلك أن بعض من يدعون (لمقاطعة) البرامج، أو القنوات الفضائية، هم أول من يُعلق على محتواها قبل أن ينتهي عرض العمل، وفي ذات اللحظة تقريباً عبر تويتر، أو وسائل التواصل الأخرى، ولا أعرف هل لهؤلاء (عيون) تعمل لجمع ما يُبث هنا وهناك بشكل مباشر؟ أم أن هؤلاء يحرّمون (المُشاهدة) إلا على أنفسهم، ولهم في ذلك (حكمة) تخفى على كثير من المشاهدين الآخرين؟! كُلنا نتفق على ضرورة الحفاظ على (خصوصية) الشهر الفضيل، وكذلك المجتمع بقيمه (الدينية)، وبطبيعته وثقافته الاجتماعية يرفض قبول أي عمل يتجرأ على ذلك، وبكل تأكيد أي (دعوة صادقة) للتنبيه عن مثل هذه الأعمال المُخلة، هي محل ترحيب، وتأييد من شرائح واسعة من المشاهدين، شريطة أن يكون السبب مقنعا وواضحا وجليا، وليست مجرد تصفية حسابات، أو انتقام من منبر إعلامي لخلافات شخصية، أو محاولة القفز على القضايا، والتلاعب بمشاعرنا للبحث عن الشهرة والشو (الإعلامي والتويتري)، فكفانا نجوماً على (تويتر)؟! أخشى ما أخشاه أن ننقسم حول تعاطينا مع (تويتر)، لنكتشف (يوماً ما) كم هو (كذبة كبيرة)! فلدى نخب السعوديين يعتبر مجرد منصة (للمدينة الفاضلة)، حيث يجب الحفاظ على صورة البرستيج الأدبي والثقافي، وللأسف الشديد (الديني) عند بعضهم كذلك، فنحن نُحرم ونهاجم وننتقد ونقاطع في (تويتر) فقط، مُعتبرينه (منصة الفضيلة) بينما مجالس هؤلاء، وصوالينهم، ومكاتبهم (تنتهلك) تغريداتهم، ودعواتهم، ويُشاهد فيها ما تمت الدعوة (لمقاطعته)، ولا يُطبق فيها ما تمت الدعوة إليه (تويترياً)، وقد يُستقبل فيها من تلك الشرائح، ويتم التعامل معهم، وكأنهم أجادوا التفريق بين (العالم الافتراضي) و(العالم الواقعي) في حياتهم؟! كل يوم يتأكد لدي أن التغريد عبر (تويتر) بمثابة (قرض الشعر)، فأعذبه أكذبه، لذا يجب أن يتعلم شبابنا كيفية التفريق بين (الجيد والرديء) منه، خصوصاً عندما يحوله بعضهم إلى (منصة للفضيلة)؟! وعلى دروب الخير نلتقي.