كان لبنان على موعد أمس مع عدد من الأحداث الأمنية المحلية والحدودية التي تترجم الأوضاع المضطربة بالداخل اللبناني والمنطقة العربية، إذ شهدت مدينة طرابلس الشمالية أمس أحداثا دراماتيكية على الصعيد الأمني، وقامت مجموعة من قوة فرع المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، معززة بوحدة من الجيش اللبناني، بتنفيذ عملية دهم لمجمع "سيتي كومبلكس" في مدينة طرابلس، لاعتقال الإرهابي المطلوب منذر خلدون الحسن الذي يحمل الجنسية السويدية، وشقيق معتصم الحسن وحسن الحسن العضوين في تنظيم "جند الشام" اللذين نفذا عمليتين انتحاريتين في سورية العام الماضي. وتبادل المنذر المتهم بتوزيع الأحزمة الناسفة والمتفجرات على انتحاريي فندق "دو روي"، إطلاق النار مع عناصر القوة المداهمة وعمد إلى تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف. وتزامنت العملية مع توقيف المطلوب الجهادي حسام الصبّاغ الذي يتبنى فكر تنظيم القاعدة وزميله محمد علي إسماعيل عند حاجز للجيش اللبناني قرب جامعة المنار في أبي سمرا، وتسليمهما إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. أعقب ذلك حالة من الفوضى سادت المدينة وتُرجمت بإلقاء قنابل على نقاط للجيش عند المنكوبين ودوار أبو علي وشارع سورية، وخروج عدد من أنصار الصبّاغ بتظاهرات في التبانة ترافقت مع ارتفاع أصوات التكبير والتنديد في مسجد بن مسعود في سوق الخضار. وجرى اشتباك بين الجيش اللبناني ومجموعة من المسلّحين قرب سينما الأهرام في التبانة، كما قام الجيش بقطع الطريق عند دوار أبو علي بالاتجاهين ونفّذ عمليات دهم في المنكوبين بحثاً عن مطلقي النار والقنابل على عناصره ومراكزه. وسادت حالة من التوتر في عدد من شوارع طرابلس بعد إطلاق النار بالقرب من المحجر الصحي، كما جرت عمليات كرّ وفر بين عناصر الجيش وأنصار الصبّاغ في منطقة المنكوبين تخللها تبادل لإطلاق النار أسفر عن إصابة شخصين. وظهراً أعاد الجيش فتح طريق دوار نهر أبو علي وسير دوريات في جميع أنحاء طرابلس، حيث عاد الهدوء إلى معظم أنحاء المدينة بعد انسحاب المسلحين. وفي قراءة لما حصل في طرابلس أمس، اعتبر النائب السابق مصطفى علوش مايجري حاليا حصاد سنوات من عدم الاستقرار، وقال: "إن تمكن شعبة المعلومات من قتل المطلوب منذر الحسن يمثل إنجازا أمنيا"، لافتا إلى أن "توقيف الشيخ حسام الصباغ الذي لديه مجموعة مسلحة في طرابلس هو مسألة تتعلق بالقضاء الذي يجب أن يكون شفافا". وأشار علوش إلى أن "لديه قناعة بأن عودة الاشتباكات بين جبل محسن- باب التبانة شبه معدومة في الوقت الحالي"، وقال: "نحن نعيش في ظل منطق أمني موروث من المخابرات السورية "، مشددا على أنه "يجب أن يتم تسريع الإجراءات القضائية وأن يتم التعامل مع الموقوفين بعدل". وأضاف علوش "إن لبنان في عين العاصفة، وما نراه اليوم هو احتقان تراكم على مدى 40 عاماً وكنا ندفع ثمنه بشكل متكرر بوجوه مختلفة واليوم نحصد نتائج ما حصل في أوقات سابقة". وعلى صعيد الوضع بالحدود، وفي ضوء الهجوم الإسرائيلي على غزة، قام جيش الاحتلال أمس بتحركات عسكرية مكثفة على محور الجزء اللبناني الشمالي المحتل من بلدة الغجر جنوب لبنان، كذلك إطلاق 13 قذيفة مضيئة في أجواء مناطق الوزاني وسردة والغجر سقط بعضها دون أن تفجر في سهول الوزاني، فضلاعن تحليق مروحيات وطائرات استطلاع معادية في أجواء الشريط الحدودي بين لبنان وشمال فلسطين المحتلة. وعلى الحدود السورية، تعرضت منطقة البقيعة وبلدة بني صخر اللبنانيتين الواقعيتين عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسورية شمالاً، لسقوط 4 قذائف صاروخية من الجانب السوري، إلا أنّه لم تسجل أية أضرار بشرية أو خسائر في الممتلكات. وأكد أهالي البلدة أنّ سقوط القذائف ترافق مع إطلاق نار من أسلحة رشاشة متوسطة لا سيما الطريق الدولية ما شكّل ولا يزال خطراً على السيارات العابرة. من جهة أخرى، أوضح التقرير الأسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان بشأن أوضاع اللاجئين السوريين، أنّه تم تسجيل 10744 لاجئاً سورياً خلال هذا الأسبوع ليصل العدد الإجمالي للاجئين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضيّة والمنظمات الشريكة لها في لبنان إلى أكثر من 1129752 لاجئاً (1092982) منهم مسجلين لدى المفوضية و36770 لاجئاً بانتظار التسجيل.