هكذا يخيل لأعداء الوطن أن قد اكتحلت أعينهم الحاقدة برؤية المواطن السعودي في العراء، وتحت الخيام، ورحمة المنظمات الإغاثية الدولية وما قد تجود به عليه دول شقيقة وصديقة، وحتى عديقة! ويذهب بهم خيالهم المريض لما هو أبعد، حين يتراءى لهم أن أوضاع هذا الشعب الأبي قد أصبحت ملفاً لمداولاتهم على موائد التآمر والخسة والقرارات الأممية المشبوهة! وليتها بقيت مخيلات وحسب في رؤوس أولئك وهؤلاء الحالمين بمس ذرة من ثرى الوطن! بل إن بعضها قد دخلت حيز التنفيذ على أرض الواقع، ومن خلال جبهات وقنوات عدة، منها الظاهر الهين، والخفي الأخطر! والثاني هو ما تبثه بعض الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي من دسائس ومكايدات! بهدف ضرب اللحمة الوطنية، والإخلال بتوازن المواطن، وتغذيته بجرعات من الأنباء والشائعات المستفزة! وقد راعت في مضامينها وحبكاتها التركيز على حقيقة أن ما يزيد على 67 % من المواطنين في سن الشباب! ولهذا وضح اللعب على أوتار تتناغم وما للشباب من تطلعات وطموح، إلى جانب تسليط الضوء على احتياجاته السنية وإغرائه بالبدائل التي يسيل لها ـ عادة ـ لعاب أي شريحة في هذه السن بمتطلباته وشهواته وجموحه! وبالرغم من إدراك المواطن السعودي للواقع من حوله، واستشعاره لمسؤولياته الوطنية حيال ما يحاك ضد بلده سراً وعلناً، إلا أن شباب الوطن قبل رجاله مطالبون بمزيد يقظة وتيقن مما يدس من سموم في أطباق عسل المواقع الإلكترونية عبر تويتر وفيس بوك وملحقاتهما! وما دام التعاطي مع القنوات المختلفة قدرنا ككل الأمم والشعوب والمجتمعات المعاصرة مجتمعة فيما يطلق عليه بـالقرية الإلكترونية، فلنقرأ المشهد بعقولنا لا بعواطفنا وهفهفات المشاعر! وكم يخدع المرء من مأمن! حفظ الله وطننا الغالي من كل شر وسوء، ومد لنا في عمر مليكنا الأب الحاني وسمو ولي عهده الأمين وحكومة وشعب هذا البلد الآمن الأمين بعون الله وقوته.