×
محافظة المنطقة الشرقية

عبارة "كل عام وأنتم بخير" خاطئة أم صائبة

صورة الخبر

لم يملك العم «علي صغير» من الدنيا سوى سقيفة متهالكة تكشف أكثر مما تستر، في غرب قرية المتاحمة الأعلين شمال محافظة القنفذة 20 كم، تحيط بها القش والكثبان الرميلة وأشجار السمر التي جفت من قلة مياه الأمطار وحرارة الصيف الشديدة، وإلى جواره ضان في شبك لا تتجاوز أصباع اليد، حيث أن شعيرها وبرسيمها يلتهم ضمانه الاجتماعي، وسيارة خردة قديمة تلتهم الجزء الآخر. وعلى الرغم من اختلاف الحياة بتعاقب الزمن، إلا أن ذكراة المعمر التسعيني تختزن الكثير من تفاصيلها حين كانت تسير فيها بطريقة بدائية دون وسائل الترفيه المتوافرة حاليا. ويقول العم علي: «عشت طفولتي في قرية المتاحمة أنا وشقيقتي حالة يتم، حيث كانت تكبرني وتقوم بفتل الحبال من سعف النخل والمرخ وبيعها لتوفير قوت يومنا، وكان الطعام عبارة عن خمير أو بر أي دقيق، وحينما كبرنا تزوجت، وذهبت إلى العم محمد بن موسى الناشري، ورعيت عنده الإبل له ولأشخاص آخرين، وكنت أخذ على كل ناقة ريال في الشهر، واستمريت على هذا الحال تقريبا عشرة أعوام، جمعت خلالها 360 ريالا، واشتريت بها جمل آنذاك، وكان هو مصدر رزقي بعد الله عز وجل، وكانت المنازل في ذلك الوقت عبارة عن القش ولا يوجد البلك والحجر المنقبي إلا عند التجار فقط». وأضاف «كنت أتوجه من بعد الظهر لجمع الحطب إلى صلاة العشاء، وأسري بجملي من قرية المتاحمة أصل القنفذة عند شروق الشمس كونه ضعيف، أما الجمال القوية تصل قبل الفجر بوقت كاف». وأردف التسعيني أنه كان يبيع الحطب في سوق القنفذة حملة الجمل الواحدة قيمتها من ريالين إلى ثلاثة ريالات، يشتري منها بنصف ريال حب وخمسة قروش سكر وشاهي والرز المكيال بريال، مضيفا «عندما كبرت في السن قمت في حبلة الكراسي أي السرر أخذ أجر على الواحد من 10-15 ريالا مع الأكل والشرب عند أهل هذا السرير، وأجيد صناعة شمل النياق والشمال». ولم يعرف الزواج في حياته وهو من يقوم بصنع طعامه بنفسه بمساعدة ابن شقيقته المتوفية، ويعيش على الضمان الاجتماعي الذي يصرف نصفه على الضان برسيم وشعير، والآخر في إصلاح سيارته الخردة.